رواية باتاسانا PDF احمد اوميت : مهمة للتنقيب عن الآثار تؤدي لاكتشاف أسرار مدينة أثرية استوطنها شعب الحِثّيين القدماء قرب مدينة غازي عنتاب التركية، جنوب شرقي الأناضول، فتنجح في الكشف عن أقدم ألواح أثرية منقوشة يعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف سنة، ولكن سلسلة من جرائم القتل الغامضة تعكّر بهجة هذا الاكتشاف التاريخي، حيث تميط الألواح اللثام عن اعترافات خطيرة خطّها كاتب القصر الملكي - باتاسانا - بيده، ويبوح فيها بأسرار مظلمة ظلت دفينة لعصور تحت شمس الأناضول الساطعة، متحدثاً عن قصة زوال مُلك إمبراطورية الحثيين ووحشية الغزاة الآشوريين. وفي غمرة الأحداث، لا تغيب عن أذهاننا الأيام الأخيرة للإمبراطورية العثمانية، ومأساة الأرمن، وأحوال تركيا في اليوم الحاضر، ومشكلة الأكراد، والدماء المهدورة بين إخوة التراب الواحد، ومصير البلاد المقلق. إن هذه الرواية مرثاة تحكي تاريخ هذه البلاد المشوب بالعنف، وقصيدة تتغنى بتاريخها الثقافي الغني؛ يعبر فيها باتاسا عن أحاسيس قلبه وأوجاعه الأليمة وندمه العميق: "أيها الغريب؛ يا من ستشاركني أسراري ومكنونات قلبي، سواء أكنت من أفراد العائلة المالكة أم رجلاً ذا تقوى وسواء أكنت طيب القلب أو طاغية أو مجرد أحمق لا تعي شيئاً، لست أدري، ولكنني آمل أن تكون إنساناً صالحاً، وأن يمتلئ قلبك بالحب والشجاعة، وأن تتحلى بالذكاء الكافي لتفهم ما تقرأه وأن تتعلم درساً مما تفهمه. أريدك أن تخبر الآخرين عما قرأته، وأن يخبروا هم غيرهم بدورهم. فأنا أتمنى أن ينتقل مصيري الأسود همساً من أذن إلى أخرى، وأن يُترجم إلى كل لغات حوض نهر الفرات، وأن يُدوّن على الألواح وينتقل من المسنين إلى الشباب، وأن يكبر الأطفال مع هذه الأسطورة؛ عندئذ فقط قد يبدأ الناس يحكمون عقولهم أكثر، ويكفون عن ارتكاب أعمال الطغيان. وربما عندئذ سيكون هناك موت أقل وألم أقل".وبعد، يبقى "باتاسانا" نصاً سردياً، متعدداً، ينفتح على ماضي الشعوب بقدر ما يقترب من حاضرها، فيطرح قضايا (قديمة - حديثة) لا تزال تؤرق الدول والأفراد وتمتد على تاريخ واسع من الجغرافيا والهوية، وتحفل بخفايا وأسرار غابت أو غُيبت، وبمادة معرفية غنية، ومشاهدات أثرية متنوعة، قُدمت بحرفية واضحة في السرد ما يثبت قدرة الأدب الروائي على مواكبة القضايا التاريخية والإنسانية الساخنة.
إقرأ المزيد