كتاب الاسلام والمراة في راي الامام محمد عبده PDF محمد عمارة : أنه أمر غريب وعجيب ؟! فالجدل الدائر حول حقوق المراة وحرياتها ، وعلاقة ذلك بالإسلام .. يلجأ القائمون به جميعاً - المؤيدون والمعارضون - إلى فكر العصور الوسطى والمظلمة ، وآراء فقهاء عصر المماليك والأتراك العثمانيين؟! وكان هذا الفكر لم يعرف حركة التجديد العملاقة التى أجتهدت لتجعل من فكرنا الإسلامى الحديث : الامتداد المتطورلعصر الإبداع والزدهار !.. ومن هنا تأتى أهمية هذا الكتاب، الذى يقدم رأي طليعة المجتهدين الإسلاميين فى عصرنا الحديث: الاستاذ افمام الشيخ محمد عبده .. فى موقف الإسلام من قضايا: 1- المساواة بين المراة والرجل 2- وتقييد الطلاق 3- ومنع تعدد الزوجات.اختار الكاتب الحديث مباشرة عن علاقة الرجل بالمرأة كما يراها الإمام، ومن خلال حديثه، عالج قضية المساواة بين الجنسين، فكشف النقاب عما شاب المسألة من لبس وما لفّها من غموض، وبيّن أن المساواة يجب أن تُفهم وفق طبائع الجنسين المختلفة، إذ الرجل والمرأة سواسية في التكليف وسواء في الحساب، ولا مجال لادعاء التنقيص من أحدهما، هكذا عالج الكاتب الإشكال من منطلق التصحيح صَوْنا للتآلف المطلوب بين الجنسين، فكان وهو يعرض هذه الآراء كمن يحيل على جوهر المشكل ومصدر الكدر في العلاقة، ولم يكن يُحدّث من تلقاء نفسه، وإنما كان يتكلم بآراء محمد عبده في المسألة، وينطق بالإشادة بما توصل إليه من خلاصات غاية في الحكمة، ويحيل على ما قدّم من نظر في الآيات غاية في العمق والدقة، وهكذا نقل أفكارا نيرة مما بُث في كتب الإمام، وفهوما تشهد بسبقه في التجديد وعلو كعبه في الاجتهاد، وتجعل من فهمه نبراسا يُذهب العتمة التي ضيعت معالم السمو في العلاقة بين الرجل والمرأة.ومن قضية المساواة انتقل الكاتب إلى قضية أخرى ميّزت نظر الإمام، فكان له فيها رأي سديد وقول مفيد وكلام جامع، خصّه لموضوع الطلاق، وجعله تحت عنوان " الطلاق بين الإطلاق والتقييد".في مدخله إلى بسط رؤية الإمام كشف الكاتب عن حكمة الإسلام في التعاطي مع قضية الطلاق، وبيّن موقفه الحقيقي من فضّ الرباط الذي يجمع الزوجين، وذلك من خلال ما أورده من اجتهاداته في تفسير الآيات ذات الصلة بالموضوع، كما أنه نبّه -وهو يعرض تلك الآراء- إلى أن همّ عبده كان منصبا على آفة الطلاق لما لها من ضرر على تماسك المجتمع وقوّته، كما أن جهده كان يشي –حسب الكاتب دائما- بقوّة الطرح الذي يرجع فضله إلى موقعه المطلع، باعتباره باحثا اجتماعيا متخصصا، جعل من بين انشغالاته البحث عن مخرج لمصيبة الطلاق من خلال اجتهاد إسلامي يحفظ حياة العائلات من الضياع، ويضع حدا للاستهتار الذي لحق بميثاق الزواج، ويرفع الظلم الذي أوقعه انتشار الطلاق في العائلات حتى كاد يودي بحياة الأمة جميعا. فرأي الإمام -حسب الكاتب- أن الطلاق مقيّد في النص بوجوب التحكيم، ذلك أن القرآن الكريم جعل من تدخل "الحكمين" و"القاضي" – الذي يمثل ولي الأمر والدولة- صمّام أمان للأسرة وأمن للمجتمع من شأنه أن يزيح ذلك الشبح المخيف الذي يُهدّد البناء بالانتقاض.
إقرأ المزيد