كتاب السيد أحمد البدوي إمام من أئمة أهل السنة ليس جاسوسًا ولا شيعيًا (وهو رسالة مستلة من كتاب «حقيقة القطب النبوي سيدي أحمد البدوي» ) PDF محمد يحيى الحداد : مقدمة الحمد لله الذي اجتبى الصفوة من أوليائه لمعرفته ومحبته، واستغرق أرواحهم في مشاهدة جلاله وجماله، وضن بمعرفة أقدارهم ومنازلهم على أهل الحجاب من خلقه، فهم في رياض حضرته ينعمون ويحبرون، وفي أنوار ذاته وأسمائه وصفاته يسبحون ويتحققون. والصلاة والسلام على النور الأتم، والطراز الأفخم، شمس الهداية، وبدر الكمال والنهاية، ومورث العلم والولاية: سيد المرسلين، وإمام المتحققين سيدنا محمد بن عبد الله، عليه وعلى آله وصبحه وورثته أكمل صلوات الله، صلاة تجمعنا بحضرتهم وتحققنا بمعيتهم المشرقة في الدنيا ويم أن نلقى الله. [أما بعد] فإن الحق تبارك وتعالى قد تعبدنا في محكم كتابه وفي سنة سيد أحبابه – صلى الله عليه وآله وسلم – بموالاة أوليائه، وبمعاداة أعدائه، وحذرنا من خصومة ومعاداة من والاهم واصطفاهم وتكفل بنصرتهم، إذ أعلن الحرب على معادي الأولياء بصريح الحديث القدسي الشريف الذي رواه الإمام البخاري بسنده عن سيدنا أبي هريرة – رضى الله تعالى عنه – عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أنه قال: (إن الله تعالى قالت: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلىّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددى عن نفس المؤمن، هو يكره الموت وأنا أكره ماءته)( ). ولأن الأولياء هم ورثة الأنبياء: فقد انقسم الناس إزاءهم في كل عصر إلى فريقين: فريق معتقد لولايتهم وسمو منزلتهم عند الله تعالى، وهم السعداء الملحقون بزمرتهم بمقتضى قوله – صلى الله عليه وآله وسلم -: (المرء مع من أحب)( ) وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (من أحب قوماً حشر معهم)( ). وفريق حقت عليه الشقاوة فهو المحجوب عن أنوارهم المكذب لولايتهم، والقادح في شخصياتهم ومسلكهم، والواقع في شرَك معاداتهم. إنه المتوعد بحرب الله – عز وجل -!!! ولقد تجسدت في عصرنا هذا – لاسيما في الآونة الأخيرة – مصداقية تحقق أكابر الأولياء والعارفين بالإرث المحمدي، بوقوع هذا المسلك العدائي إزاءهم فانبرت طائفة من المنكرين عليهم والجافين لهم للتشهير بهم والتشويه لصورهم الوضاءة، والتزييف الآثم المغرض لحقائقهم ومناهجهم السلوطية، واختلاق الأكاذيب في حقهم، وتصيد ما دسه أعداؤهم الأسبقون في تاريخهم وتراثهم لتبغيضهم إلى الناس، متجاهلين في ذلك حقائق التاريخ الناصعة وإجماع صلحاء الأمة على إجلال الأولياء ومحبتهم، بل ومتنكبين في مسلكهم المغرض أصول البحث العلمي المتجرد والنزيه!!! ولقد كان من أعظم الشخصيات الصوفية المستهدفة لهذه الطائفة الباغية بالنقد الآثم والطعن الظالم: شخصية الولي العظيم العارف بالله – تعالى -، القطب الشريف سيدي أحمد البدوي – رضي الله تعالى عنه وأرضاه-. فقد صدر في الآونة الأخيرة عدة مؤلفات تطعن في هذا الولي الشريف، ومنها كتيب بعنوان: (السيد البدوي: دراسة نقدية) لشخص يدعة الدكتور/ عبد الله صابر، وتولت مجلة التوحيد التي تصدرها جماعة أنصار السنة إصداره في طبعة أخرى مرفقاً بأحد أعدادعا "هدية مجانية" ترويجاً لبضاعة الشتهير والقدح في أولياء الله تعالى (فهذه رسالتهم)!!! ووزعت آلاف النسخ من هذا الكتيب على المساجد ودور العلم وفي الأوساط الشعبية في جملة لم تشن مثلها على أعداء الإسلام الذين استباحوا دماء أهله وانتهكوا حرمته!! وهذا الكتيب في حقيقته مستقى ومختصر من كتاب آخر صدر منذ نحو اثنى عشر عاماً بعنوان "السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة" للدكتور/ أحمد صبحي منصور بتقديم د/ سيد رزق الطويل. ومن قبلهما صدر كتابان آخران المحمود أبي رية ومحمد فهمي عبد اللطيف عن السيد البدوي، وكلاهما ينضح أيضاً من معين البغض والعداء لولي الله البدوي ويصوب سهام الطعن والتجريح لهذا الولي خاصة وللتصرف وأهله عامة. ثم أعقبهما كتاب للدكتور سعيد عاشور (السيد البدوي شيخ وطريقة) ضمن سلسلة "أعلام العرب" فيه خلط كثير وتحريف للمفاهيم الصوفية الحقة، بيد أنه لا يحمل صبغة العداء للسيد وللتصوف. وأما الآخرون: فقد تواطؤوا على شن أفظع حملة شعواء على الإمام البدوي استغرقوا فيها شتى ضروب القدح والطعن والرمى بالكفر والشرك والفسق – والعياذ بالله تعالى – للصوفية عامة ولولي الله الإمام البدوي في وجه الخصوص. لقد طعنوا في نسبه الشريف – الذي وثقه أثبات المؤرخين – وتواترت صحته حتى لقب لشرفه «بالسيد» واشتهر بهذا اللقب حتى إذا أطلق مجرداً عن الاسم انصرف إليه. (*) وسلكوا مسلكاً خبيثاً في محاولة نفي تحققه بالولاية والصلاح، فاختلقوا له وصمة الشتيع الباطني. (*) وألصقوا به شنيعة التجسس والتخطيط السياسي والتآمر لحساب الدولة الفاطمية. (*) وزعموا – زوراً وبهتاناً – أنه كان متحللا من التكاليف الشرعية إيجاباً وسلباً فادعوا عليه ترك الصلاة، وحاشاه وهو الصوام القوام العابد الأواه، وادعوا عليه الإتيان بأفعال يحرمها الشرع ويستهجنها العقل والذوق ككشف العورة، والتبول على حصر المسجد وإدعاء الجذب والجنون وغير ذلك. كيف يتصور ذلك ممن أجمعت المصادر التاريخية وأئمة علماء الأمة على تحققه بالصلاح والتقوى فكان قدوة للهداة والمصلحين، ومثلاً أعلى لشيوخ الإسلام والدعاة المتقين؟؟؟ (*) بل لقد بلغ بخصومه وحساده أن ادعوا عليه أنه أدعى لنفسه صفات الألوهية، ونسبوا إليه دعوى الحلول والاتحاد، وذلك من خلال ما تراءى لنفوسهم المريضة وسولته لهم شياطينهم إزاء ما نسب إليه – رضى الله تعالى عنه – من أشعار فحملوها على غير وجهها الصحيح. والقطب من فهمهم براء. (*) بل لم يمنع البعض منهم خلق ولا دين من أن ينسب للسيد – رضوان الله تعالى عليه – قتل أقرب أتباعه ومريديه إليه – وهو السيد عبد المجيد – بزعم أنه اكتشف سر تشيعه وخشى أن يذيعه!! اتهام أحمق مبني على وهم أخرق!! (*) ولم يكتفوا – في عدائهم البغيض للسيد – أن يقصروا شن غاراتهم الحمقاء عليه فوجدوها فرصة لوصم كل أقطاب الولاية والتصوف في مصر والشام والعراق والمغرب وسائر أقطار الإسلام بأنهم ما هم إلا شبكة اتصال شيعية تتستر بالتصوف، وتعمل في الباطن لإعادة الدولة الفاطمية الشيعية!! واتهموهم بتدبير المؤامرات ضد الأمة!! (*) واختلقوا الأكاذيب على السادة الصوفية وأحباب القطب البدوي، فزعموا أنهم يفضلون السيد البدوي على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. (اللهم حاشا وكلا فإنا نبرأ إليك من هذا البهتان العظيم)!! (*) وكذلك رموا جماهير المسلمين الموالية للإمام البدوي بالشرك والوثنية، بل والماسونية أيضاً، وتأليه القطب البدوي واعتناق الخرافات وعبادة القبور، وارتكاب المخالفات الشرعية بمسجده وضريحه!!! (*) ثم إنهم – من منطلق جهلهم المطبق بأصول التصوف وحقائقه – يشنعون على السيد البدوي فيما اشتهر له من مناقب وكرامات ثابتة في المصادر التاريخيه وفي الوقائع العينية لدى جماهير المتصوفة، فيسخرون منها – سخر الله منهم – ويبرزونها في معرض التهكم والتشنيع والاستنكار والتشهير نحو رؤية ما وراء الحجب وتخليص الأسرى وشفاء المرضى وما وراء ذلك. لإظهار الولي – من وجهة نظرهم – بمظهر إدعاء خصائص الألوهية! (*) ومن خلال كل ذلك: استهدف هؤلاء الخصماء لأولياء الله تعالى ضرب التصوف الإسلامي قاطبة في شخص علم من أعظم رموزه – وهو السيد البدوي رضوان الله تعالى عليه – ليسقطوا التصوف من حسابات الإسلام وهو ذروة سنامه ومحتد روحانيته، وتجسيد مثاليته، وهو منه بمثابة القلب من الجسد. بيد أن المحجوبين عن أنوار الحقيقة والذين لم يتفهموا روح الإسلام قد حاولوا جهدهم إبعاد التصوف وأهله عن حقيقة هذا الدين فجحدوا نسبته إليه، وزعموا أن أصول التصوف – والعياذ بالله تعالى – مجوسية، وهندوكية وبوذية ويهودية ونصرانية، جاهلين أو متجاهلين أن كل شاردة وواردة وكل حقيقة ودقيقة في التصوف مستمدة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم،- ومئات المصادر العلمية تشهد بذلك، بل لقد شهد إمامهم ابن تيمية وجل دعاة السلفة بأن الصوفية هم صديقوا هذه الأمة( ) أي أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل – صلوات الله وسلامه على نبيناً وعليهم أجمعين – فليتهم وعوا هذه الحقيقة! وإذا كان خصماء الصوفية الذين تصدروا للطعن في الإمام البدوي وحاولوا تشوبه حقيقته للأم قد برزوا بدعواهم الآثمة التي قدمنا طرفا منها: فإن أثبات العلماء المحققين الذين أحقوا الحق شهدوا للسيد البدوي بالولاية العظمى والعرفان والتحقيق وبريادة واحدة من أعظم طرق التصوف في الإسلام – وهي الطريقة الأحمدية – ومن هؤلاء العلماء الأثبات: الإمام الحافظ بن حجر العسقلاني والمقريزي وابن الملقن والإمام السيوطي والإمام الشعراني والحافظ المناوي وشيوخ الإسلام الحفني والشرقاوي والشبراوي والإمام نور الدين الحلبي والشيخ عبد الصمد الأحمدي والشيخ عبده الخفاجي. ومن علماء وباحثي عصرنا: العارف بالله تعالى مولانا الشيخ أحمد حجاب ومولانا الشيخ صالح الجعفري وشيخنا محمد خليل الخطيب والشيخ محمد زكي إبراهيم والأستاذ إبراهيم نور الدين والإمام الدكتور عبد الحليم محمود والأستاذ أحمد عز الدين خلف الله والشيخ عطيه محمود والعارف بالله الشيخ محمد ماضي أبو العزائم والأستاذ السيد أحمد طعيمة وغيرهم دانوا للسيد بالإجلال والإعظام( ). وحينما نتساءل: لماذا حمل هؤلاء العلماء المنصفون للإمام البدوي كل هذا التقدير والإجلال – كما سنقف عليه في مباحث الكتاب – بينما قدح أولئك المعادون للسيد بشتى ضروب القدح في شخصية ودينه وعلمه وسلوكه بما تثقل حسابهم عند الله وما سر هذا العداء والإنكار؟؟ فإننا نجد أساس هذا العداء والإنكار والطعن والقدح متمثلاً في الجهل بحقيقة طريق أهل الله تعالى وتنكب معرفة أذواقهم وأحوالهم ومقاماتهم المستقاة من تحققهم بهدى الكتاب والسنة، إنه الجهل بحقيقة التصوف ومصطلحاته ولغة أهله التي لا يفهمها إلا الخاصة، ولا يعقلها إلا العالمون وذلك لم ينكر أئمة السلفية حقيقية القوم فأذعن لهم الإمام أحمد وابن الجوزي صاحب (صفة الصفوة) والذهبي وابن تيمية وابن القيم الذي شرح بانصاف مفاهيمهم في (مدارج السالكين)! ومن ثم نعلنها بكل وضوح وقوة وصراحة: إنه ينبغي لمن لم يذق مشرب القوم أن لا يخوض في بحارهم وإلا فإن مصيره الغرق والهلاك؛ فإن دستور القوم: (من ذاق عرف ومن حرم انحرف)!! (*) لذلك تردى الطاعنون على السيد البدوي في مهاوى الإثم والخسران لأنهم اتخذوا موقف العداء والبغضاء له ولطريقه ولأحبابه قبل أن يتعرفوا إليه بتجرد وصدق مع الله تعالى ومع أنفسهم، فضنت عليهم الحقائق بذواتها، وأغلقت المعرفة أبوابها دونهم، فلجوا في ظلمات الإنكار، وسول لهم الشيطان أنهم أخلص للحق وأقوى نفاذاً إلى المعرفة من جهابذة أساطين الأمة كابن حجر والسيوطي والشعراني ونظرائهم لدرجة أن بعض المتمسحين بالسلفية من المعاصرين قدم لرسالة إمامه ابن تيمية (الصوفية والفقراء) بعنوان المعارضة (لا يا شيخ الإسلام)! لمجرد أن ابن تيمية أقر بحقيقة التصوف وصرح بتزكية أهله. أهكذا يكون طلاب الحقيقة؟ لا والله ثم ألف لا! (*) لذلك حق على المنصفين من الباحثين المتخصصين وحملة الأمانة العلمية أن يتصدوا لهذه الغارات الهوجائية بأداة البحث العلمي النزيه ليحقوا الحق ويبطلوا الباطل. (*) ولما كانت تصانيف القادحين الطاعنين في الإمام البدوي قد انتهت بشبهاتها وأضاليلها على كتاب (السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة) وصبت روافدها المتنوعة فيه، واستخلص منه كتاب (السيد البدوي دراسة نقدية) الذي أثار نشره مؤخراً فتنة شعواء تردى فيها الدهماء واعتصم منها الحكماء: رأيت من واجب الأمانة العلمية أن اضطلع بهذا التصنيف لإيضاح الحق ورده إلى نصابه، ولدحض الافتراء وإفحام أصحابه حسبه لله – تعالى -، ونصرة لوليه المحمدي سيدي أحمد البدوي – رضي الله تعالى عنه – وجعلني من زمرة أحبابه، وإزهاقاً لأباطيل خصومه وأعدائه التي اختلقوا عليه وافتروها زوراً وبهتاناً في حق جنابه، ولتبرئة التصوف وأعلامه وأتباعه مما يصوبه إليهم المبطلون من دعاوي الشرك والوثنية والإلحاد والإباحية والحلول والاتحاد وغير ذلك مما يبرأ منه الصوفية مما ورد في هذه المؤلفات المضللة. (*) ثم لقد شرح الله تعالى صدري لتوسيع دائرة البحث والتصنيف لتشتمل – بعد إزهاق الشبهات – تفصيل السيرة الذاتية للإمام البدوي بمراحلها العديدة ومشاركته في الجهاد وإبراز مكانته العلمية الرفيعة وإنشاء جامعة الدعوة الأحمدية السطوحية وتأكيد تحقيق ولاية القطب البدوي على وجه التفصيل من خلال خمسة محاور برهانية، ثم يليه في الكتاب التالي إبراز مكانته الصوفية ومقامه في الولاية الكبرى من خلال عشرة مباحث تجسد تحققه بالولاية المحمدية العظمى وإمامته للأولياء ثم عرض وتحليل عميق للمنهج الصوفي للطريقة الأحمدية البدوية، يليه فصل يتضمن أذكاره وأحزابه وصلواته ثم فصل عن خلفائه ومدرسته الصوفية ثم فصل لمدائحه الشعرية الحافلة وختام الفصول في رد شبهات المنكرين. (*) وسانتهج – بإذن الله تعالى – في هذه (الموسوعة الأحمدية البدوية) منهجاً علمياً يقوم على استمداد الحقائق وأصول المادة العلمية من مصادرها الأصلية، والأخذ بالمنهج الاستقرائي في جمع أجزاء المادة العلمية وكذا في تتبع الشبهات وتسديد رودها، وبالمنهج الاستردادي (التاريخي) في استقصاء الحقائق التاريخية المؤصلة ودحض الأكاذيب ورفض ما تشهد القرائن باختلافه، ثم بالمنهج الجدلي الذي تقام به الحجج على المدعين، وتتهافت به دعاوى المبطلين ثم انتهج التحليلي في استكناه الحقائق الصوفية وسبر أغوار المحيط التحقيقي للقطب البدوي قدر طاقتي. وسأمضي في هذا الكتاب على خطة تقابل محاور الكتب المضادة فإن التصنيف فيها يدور حول محاور ثلاثة:- أولها: دعوى إظهار حقيقة الإمام البدوي على أنه شيعي باطني ومبعوث سري سياسي للعلويين لإرجاع الملك الفاظمي الشيعي، والتنسيق بينه وبين دعاة الشيعة في العالم. وثانيها: ولاية الإمام البدوي ومحاولة نفيها عنه بسلب مقته وإيجاب منافياتها ومناقضاتها وثالثها: دعوى تأليه القطب البدوي لدى أتباعه ووصم جماهير الصوفية بعبادته وإشراكه بالله – سبحانه وتعالى – وما ينوط بذلك، وهو الشريعة من هذه الانحرافات. على هذه المحاور وما يتراءى لنا خلال البحث مما يفتح به الله – عز وجل- ستبني أبواب وفصول هذه الموسوعة الأحمدية البدوية في ثلاثة أقسام بمشيئة الله – تعالى-. وإنني إذ أنتصب لهذا العمل: أتضرع إلى الله تعالى القدير العليم أن يتفضل على بإسباغ عونه وتوفيقه وإخلاص النية في كل حرف لخدمة دينه والذود عن أوليائه وأن يتقبله مني بقبول حسن فإن الفضل من لدنه، والعبد الفقير إلى جنبه متبرئ من الحول والطول مستشعر الفقر لائذ بالفرار إليه –تعالى- من الإنية والدعوى. وهو حسبي ونعم الوكيل وصلى الله تعالى على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم. الفقير إلى الله تعالى أ.د/ جودة محمد أبو اليزيد المهدي من الرحاب الأحمدي البدوي المبارك في السابع من شعبان 1425هـ .
إقرأ المزيد