رواية كل شئ هادئ على الجبهة الغربية PDF الرشيد يونس محمد ادريس : 1981م - 1443هـ كل شيء هادئ على الجبهة الغربية ((بالألمانية: Im Westen nichts Neues)) هي رواية كتبها إريك ماريا ريمارك، الذي قاتل في الحرب العالمية الأولى. وتصف الرواية الضغوط الجسمانية والعقلية الفادحة التي تعرض لها الجنود الألمان أثناء الحرب، والانفصال عن الحياة المدنية كما يشعر به العديد من أولئك الجنود لدى عودتهم من الجبهة. الرواية حققت نجاح مذهل 50 مليون نسخة تم بيعها حتي الآن،وتُرجمت ل20 لغة، وعند وصول هتلر للسلطة أمر بحرق جميع نسخ الرواية و سحب الجنسية من ريماركه والذي اضطر للعيش في سويسرا. تحولت الرواية إلى أفلام سينمائية أمريكية، أحدهما عام 1930 والأخر عام 1979 جد رمارك كان بحّاراً يحب المغامرة. خدم في قوة الحماية Schutztruppe بأفريقيا. وطاف العالم كله. ثم استقر بمهنته كمشرف في معمل للورق. ولم يصبح رجلاً غنياً قط. الأم كانت دائماً تشكو المرض.. وقد فارقت الحياة وهي لا تتجاوز الثانية والأربعين، أبان الحرب عندما كان ريمارك سجيناً. كانت دائماً تفكر بأبنائها، وتريد لهم الأمان، ريمارك الصبي الأشقر الجميل كان عليه أن يختار مهنة أفضل.. معلم مثلاً.. مهنة تعني الضمان والأمان لكل حياته.. وتعني أيضاً الحصول على التقاعد مستقبلاً. دخل ريمارك المدرسة الكاثوليكية التي تؤهله لتعلم مهنة التدريس. وهناك تعلم العزف على الأرغن. شهادته كانت تحمل درجات جيدة جداً. درس مهنة التعليم لمدة سنة ونصف السنة. وبعدها اندلعت الحرب.. وعندما أنها ريمارك دراسته تطوّع في الجيش وأُرسل إلى الجهبة الغربية. وجرح مرتين. وانتهت الحرب. إلا بالنسبة لريمارك. حتى المقربين منه لم يعرفوا مدى تأثير تجرب الحرب على نفسيته، وحتى بعد مرور سنوات عديدة على انتهائها، لم يستطع ريمارك أن يُفكر بشيء سوى بالحرب فقط إنها الفكرة الوحيدة التي تسلطت عليه. وعاد إلى مدينته اوسنابروك وعمل كمدرّس في إحدى القرى المجاورة. لكنه ما كان سعيداً أبداً.. مهنته لم تكن تثير اهتمامه إطلاقاً. عزلة القرية أصابته بالكآبة، فقرر ترك وظيفته.. ليشتغل في مستشفى الأمراض العقلية كعازف على الأرغن. أما المحطة التالية فكانت في مكتب صديقه.. الذي يبيع رخام القبور، وتماثيل تذكارية لجنود الحرب.. مهنة جافة لكنها لا تخلو من الإثارة. أثناء عمله هذا، بدأ يرسل بعض كتاباته إلى الصحف والمجلات.. لكنها لم تكن ذات تأثير كبير على ميزانيته. ألمانيا مازالت تسبح في أزمتها. إذا بعث بمخطوطتين إلى مجلة ما. يأخذون واحدة ويرجعون الثانية إليه. وإذا أراد إرسالها لمجلة أخرى. فإن مصاريف البريد تكلفه أكثر مما يقبضه من أجر على المخطوطة الواحدة. في القرية يشعر بالملل المميت في أوسنابروك كذلك. فسافر إلى مدينة بالقرب من هانوفر وهناك يعثر على عمل في إحدى شركات الكاوتشوك. ويعمل في جريدة «إشو كونتينتال» التابعة للشركة ذاتها. والآن ما عليه سوى أن يكتب ويحرر. وقد تعلق بمهنته هذه، التي أعجبته، وهو مقتنع تماماً بأنه قادر على الكتابة. لكنه لا يكتفي بالكتابة لهذه الجريدة فقط. فيسافر إلى برلين. وهناك حالفه الحظ وعمل كمحرر في جريدة «الرياضة المصورة» وبقي فيها. ومع أن مهنة الصحافة لا تُغني المرء، لكنها لكنها تضمن له حياته بالشكل الذي طالما تمنته والدته له. وهو كان منذ طفولته الفقيرة يتمنى الحياة الآمنة المضمونة، ولكنه هنا في مدينة برلين الكبيرة بات يشتاق لخيالات الشباب وأحلامه، وفترة المراهقة.. فيكتب أثناء ليالي الأرق والتدخين: كل شيء هادىء على الجبهة الغربيةحتى لو أعطينا إياها ثانية، هذه الطبيعة الخلاّبة لشبابنا، فلن نعرف ما نصنع بها. القوة الرقيقة والغامضة التي اجتاحتنا. ليس بإمكانها الآن الاحتمال والصمود. سنكون بها وداخل محورها. سنذكرها ونحبها ونصاب بالانفعال عند رؤيتها. لكن هذا سيكون أشبه بمنظر الحزن والتمعن الذي ينتابنا عند رؤيتنا صورة لرفيق توفي. ها هي تقاطيعه وها هو وجهه. والأيام التي أمضيناها سوية. تكتسب لون الخداع والغش في ذاكرتنا. كل شيء هادىء على الجبهة الغربية هذا ما يكتبه ريمارك. أو بالأحرى هذا ما يكتبه بطل روايته لا جديد في الجبهة الغربية. شكل هذه الرواية هو أقرب إلى المذكرات. وتُكتب بضمير المتكلم «أنا». القصة تدور حول شاب يدعى «پاول بويمر». ومثل ريمارك يتطوّع للحرب وهو فتى صغير. وأثناء الكتابة يتساءل ريمارك فجأة. ما الذي يرعبه في برلين. ما الذي يجعله لا يشعر بالاطمئنان والراحة فيها؟ الناس الذين عادوا من الحرب يحاولون الآن وبنمط حياتي سريع ووحشي ودقيق أن يعوضوا ما خسروه في السنين الأربع من الحرب. هؤلاء الناس لا يملكون شيئاً الآن.. هذا الجيل بأكمله قد دحر وهزم في الحرب «حتى الذين نجوا من قذائفه». وأثناء كتابته لهذه السطور. يعرف ريمارك بأنه يكتب ضد الزمن.. الجيل الذي عاد من الحرب إلى بيته. لا يعتبر نفسه بأي حال من الأحوال «ضائعاً». إن أغلبية الناس في ألمانيا يشعرون بارتياح كبير.. يقبضون نقوداً كثيرة يرتادون المسارح ودور السينما.. السيارات تشترى.. والبيوت تُبنى، فرق الجاز تعزف والرقص متواصل.. أكل وشرب.. المرء يتسلى.. يعيش ويترك الآخرين يعيشون.. شيء واحد لا يريدون تذكره.. الحرب. لقد انتهت. الناس يحاولون نسيانها.. وتجنب ذكرها.. ريمارك يكتب ما لا يريده الناس، يكتب أن جيله ما عاد حياً.. ولو أنه لا يعلم بذلك. ولكن أحدهم.. من الذين ينتمون إليهم أيضاً، ونجا من قذائف الحرب أيضاً.. يتحدث عن رفاقه.. الذي سقطوا في الجبهة.. «اليوم سيحصلون على طعام وافر، لقد عاد من العملية ثمانون شخصاً بدلاً من مائة وخمسين».، ها هو «مولرف» الذي مازال يحمل كتبه المدرسية. «لير» حامل اللحية الكثة وحامل الحب لفتيان الجيش.. والرابع هو «باول بويمر». كانوا 19 طالباً من نفس الصف، تطوعوا للحرب. مدرّسهم كان يُلقي عليهم محاضرات في الالتزام والوطنية ويدعوهم بـ «الشباب الحديدي»، إلى أن تطوّعوا في الجيش من تلقاء ذاتهم. مدربهم الضابط «هيملشتوب». كان يرهقهم باستمرار ويوقفهم لمدة ربع ساعة تحت البرد القارس.. للتدريب فقط. كانوا يكرهون «هيملشتوب». ويختلف أسلوب التدريب عندما ينتقلون إلى الجبهة.. عين لهم ضابط جديد وعسكري مخضرم يُدعى ستلانيسلاس كاتشينسكي. ويصبح «ستانتيسلاس» الحامي والمرشد. وأخذوا يدعونه «كات». من خلال عيني «بويمر» يعيش ريمارك الحرب ثانية.. الهجمات الأولى.. صواريخ تصبغ الليل بالضياء، الرعد ومدافع الدبابات.. وابل من طلقات الرشاشات الجافة. الهواء محشو بالبكاء والصفير.. الأوساخ تتطاير والشظايا تئز والأضواء الكاشفة تغمر السماء المظلمة، طبول نارية وحواجز نارية، ألغام وقنابل يدوية. إنها مجرد كلمات.. لكنها تشمل كل بؤس العالم. (بجانبنا جثة إنسان يرتعد خوفاً، رأس مفلطح، وجه معصور بين الأيدي، وخوذته متدحرجة جانباً. أكتافه النحيلة ترتجف.. حمى القذائف». ودائماً جثث جديدة.. غذاء القذائف «وجوه شاحبة ملتصقة، أيد مسكينة ومتشنجة، والشجاعة تنتحب مثل كلب، بالرغم من التقدم والهجوم لكنهم يتوقفون فور النظر إليهم.. وجوههم الميتة تحمل تعبيراً شنيعاً.. كوجوه أطفالنا موتى..» طبول نارية.. الأرض تكاد تتشقق. في المقابر تهطل الأمطار بغزارة. توابيت وموتى يتطايرون هنا وهناك.. «كات» يصرخ «غاز.. غاز.. أنذر الجميع» ويهرع الكل إلى الأقنعة الواقية. على الأرض مازال أحدهم ممداً.. ووسطه عبارة عن كومة لحم واحدة.. إنه ينشج «ابقوا معنا.. لا تذهبوا». «كات» يود أن يشهر مسدسه ويطلق الرصاص عليه.. جسده لا يتحمل النقل.. إنه يريد إنقاذه من ساعته الصعبة الأخيرة.. فيقبل الآخرون.. وشيء من هذا القبيل لا يقوم به المرء إلا إذا كان بمفرده.. كات، يهز رأسه متألماً.. على هؤلاء الشباب المدفوعين إلى الموت السريع. وتنطفىء النار.. ويهطل المطر بنغمته الرتيبة.. والجميع يعانون الإعياء والجوع. وهم محاطون بالموتى والجرحى «بشر... منهم من كانت جماجمهم تسقط جانباً.. وآخرون كانت أرجلهم ممزقة يتعثرون بلا شعور.. أحد الجنود يزحف على يديه ويجرجر ساقيه المهترئتين وراءه.. بشر بلا أفواه.. بلا وجوه». «هيملشتوب» كان قد حقّر الكثيرين من هؤلاء البشر.. ومن بينهم كان ابن وزير، لكنه لم يكن يعلم بذلك.. وعرف بعد فوات الأوان، خسر منصبه وأرسل إلى الجبهة. والآن.. ولأنه أصبح أكثر جدية.. أخذ يرتعد خوفاً بعد ما أساء معاملة أحد هؤلاء الشباب «وجهه يعلوه الاضطراب، يعاني من الخوف. إنه مازال جديداً هنا، ولكن ما يثيرني هو وجوده هنا.. بينما الشباب الصغير في الخارج». أخرج أنفث وجهه، لكنه لا يتحرك، الشفاه ترتجف فأكرر «اخرج» يحرك ساقيه ويسند نفسه إلى الحائط ويكشر عن أنيابه كالحيوان. أمسكه من ذراعه وأبدأ بخضه كالكيس.. والرأس يتمايل يميناً وشمالاً.. واصرخ بوجهه «يا قذر.. ألا تود الخروج يا كلب، يا حقير، أتريد الهرب؟» إنه يتجمد بمكانه.. فأخبط رأسه بالحائط «يا حيوان» وألكمه بأضلاعه «يا خنزير» وأدفعه أمامي.. بضربة قوية على رأسه. يمر الآن فوج جديد. بينهم قائد.. يرانا وينادي «إلى الأمام إلى.. الأمام، اتبعوا الآخرين» «هيملشتوب ينفذ أوامر القائد.. وينضم إليهم بعدما ينظر حواليه بحذر شديد. فأتابعه بنظراتي وأراء يقفز، ها قد عاد لرشاقته السابقة. بل إنه يسبق القائد بمسافة كبيرة». فرصة استراحة قصيرة. «كات» يقوم ببعض الألاعيب والحيل الفرنسية «يود المرء أن ينطفىء كل شيء، حرب، شناعة، بؤس.. ليستيقظ شاباً سعيداً». «كات» يخلق الحاسة السادسة إذا اقتضى الأمر. في إحدى المرات أتى بخنزيرين صغيرين وجعل الآخرين يجمعون البطاطا والجزر.. «كات» يقوم بشيّ اللحم.. الجميع يحيطون به.. وكأنهم يحيطون برجل عجوز. حتى هيملشتوب كان بينهم مشاركاً.. فقد فمه الواسع نهائياً. في المقدمة هجوم.. وهجوم مضاد، بجانب المقابر تلال من الجثث. «الجو حار.. وهم متروكون دون دفن، نحن لا نستطيع دفنهم، لا نعرف إلى أين نذهب بهم.. ستدفنهم القذائف». «بويمر» يستنتج بأنه ما عاد يملك ارتباطاً حقيقياً مع موطنه.. ماذا يعرف هؤلاء من الحياة. إذا كانوا لا يعرفون الموت؟ «من الآن، بدأ الوداع يندمج في.. والدتي تنظر إليّ بصمت.. وتعد الأيام.. أنا أعرف ذالك». وللمرة الثانية يصاب بويمر ويرسل إلى المستشفى وهناك يفكر «عمري اثنان وعشرون عاماً.. ولكني لا أعرف إلا اليأس والموت والخوف والمعاناة فقط. إني أرى، أن الشعوب تقتل بصمت، بطاعة، بسذاجة، دونما معرفة، ماذا سيصنع الآباء إذا نهضنا وطالبنا بالانتقام؟ لسنين كانت مهنتنا: القتل. ما الذي سنصبح عليه؟». هذا إذن ما يكتبه ريمارك خلال ليالي الأرق والتدخين. والتي ينشطها بأقداح القهوة. إنه لا يريد أن يشكو.. بل أن يخبر. فهو لا يوفر لنفسه شيئاً. إنه يعيش الجحيم ثانية.. الذي يقبع خلفه كما هو واضح. والذي يعرف عنه بأنه سوف ظل خلفه قابعاً إطلاقاً، إنه يصف الشعور الذي تملكه.. عندما قتل ولأول مرة إنساناً عن قرب وبوعي تام.. وكان ذلك دفاعاً عن النفس.. «الآن فقط، أرى بأنك إنسان مثلي.. طالما فكرت بأسلحتك وقنابلك. الآن أرى زوجتك ووجهك يتحدان.. سامحني، يا رفيق، نحن نرى ذلك دائماً بعد فوات الأوان». إنه يرى الرفاق وهم في المستشفى بصارعون الموت « أحدهم بدأ يغني بصوت بصوتٍ عال ولمدة ساعة قبل أن يموت.. وغيره.. كان قد زحف إلى الشباك، وها هو الآن ملقى تحته.. وكأنه أراد رؤية السماء للمرة الأخيرة». ويرث زوج أحذية من رفيقه، فهو لا يحتاج لها بعد الآن. «قبل أن يفارق الحياة أعطاني حقيبته وحذاءه، الحذاء نفسه الذي ورثه عن رفيقه «كاماريش» إنني انتعله الآن إنه يناسبني تماماً.. بعدي سيحصل عليه «تيادين». لقد وعدته بذلك». .. هذا التباين يتوارد خلال الكتاب كله. ماذا ستقدم الحياة بعد لهذا الذي يبلغ الـ 22 عاماً. ما الذي يستحق بعد؟ فالأكل نفسه أهم بكثير. «باول بويمر» يحكي عن تلك المرة، التي قام فيها الرفاق بسرقة المعلبات الإنكليزية والفرنسية والخنازير والبط. وبعد؟ فالجو العسكري لا يرغم الشباب على الاهتمام بما يوليه رؤساؤهم لقضية الكرامة. إنهم يجدون في ذلك دافعاً للسخرية. ويقول أحدهم انتبه، فنحن سنخسر الحرب لأننا نعرف كيف نُلقي التحية بشكل جيد. وفيق لبريمر يقترح: «بلاغ الحرب النهائي عليه أن يتحوّل على عيد شعبي.. مع بطاقات دخول وموسيقى كما في ساحة مصارعة الثيران.. إنهم على الحلبة، فيقف الرؤساء والجنرالات من البلدين يلبسا السباحة.. مسلحين بالعصى.. ثم يهمون بضرب بعضهم البعض.. ومن يصمد للأخير يكون هو المنتصر.. فهاذ أبسط وأفضل من أن يحارب الناس هنا.. فيما بينهم». بويمر يستدرك الآن.. هؤلاء الجنود الأبرياء يشبهون الجياد التي لا تفقه ما يحصل، لو وقعت قنبلة ومزقت أحشاءها؟ «إنها لشناعة كبرى.. أن تكون الحيوانات في الحرب» يقول أحدهم. وببطء يتخذ بويمر.. يتخذ ريمارك قراره، بصدد الفرنسي الذي قتله «لئيم أنت، وغداً أنا. ولكني يا رفيق إذا نجوت.. فسأحارب ضد هؤلاء الذي قضوا علينا نحن الاثنين.. أنت على حياتك. وأنا؟ على حياتي أيضاً.. إنني أعدك يا رفيق، فهاذ يجب أن لا يحدث ثانية..». إذن لا حرب ثانية.. لا حرب أبداً. ولكن، إذا انتهت الحرب.. ترى لماذا سيصغى هؤلاء الشباب الذين كبروا في الجبهة؟ ها هم يتناقشون حول ذلك. نعم: سيشربون أولاً.. هذا بديهي... ولكن.. ماذا سيفعلون بعدها؟ كيف ستكون حياتهم اليومية؟ هذا ما لا يعرفه أحد «ماذا ينتظرون منا.. يا ترى لو جاء زمن خال من الحرب.. لسنين ونحن مشغولون بالقتل.. هذه مهنتنا الأولى في الوجود.. معرفتنا بالحياة تقتصر على الموت.. ما الذي يأتي.. أو يحدث بعده، ما الذي سنصبح عليه؟؟». لا أحد منهم يريد الموت.. الجميع يأملون بالحياة «الحياة شرك دائم ضد تهديدات الموت». إنهم يرقدون بالأوساخ، أيديهم متشنجة ويصلون كي يبقوا على قيد الحياة «ليس.. ليس الآن.. ليس الآن في اللحظة الأخيرة» بالرغم من كل شيء فهم يعلمون «لو عدنا الآن.. سنكون تعبين، ساقطين، محترقين.. ودون جذور أو أمل سنضل طريقنا». وفي النهاية يموت بويمر في أكتوبر 1918.. في يوم هادىء وساكن، النبأ اقتصر على الكتيبة فقط. ففي الغرب لا شيء جديد يطلع عليه.. كان يرقد على الأرض نائم، عندما أداروا رأسه عرفوا بأنه لم يتعذب كثيراً قبل مماته.. تعبير وجهه كان حاسماً وكأنه كان راضياً كل الرضى عما حصل» .
إقرأ المزيد