رواية أمس -آغوتا كريستوف PDF ليس له مؤلف : اسم الرواية : أمس تأليف: آغوتا كريستوف نبذة عن الرواية : تتحدث الرواية حول معاناة المهاجرين في بلاد الغربة وظروف حياتهم، ذكرياتهم وأحلامهم، هي شخصيات غير منقطعة عن ماضيها، ولكنها في ذات الوقت لا تنتظر شيئاً من مستقبلها. ما يميز أسلوب آغوتا كريستوف عن غيرها أنها قد اختصرت الكلام السردي إلى أدنى درجة ممكنة فامتازت بالايجاز الجيد إذ جعلت الأحداث في سردها لها تحدث فقط هكذا من دون مقدمات إنشائية أو كتابية… فهي جمل قصيرة وكلها متعجلة. وكأن الروائية تحاول نزع المشاعر من الحياة من دون مقدمات وتنحو صوب الكتابة المباشرة، مما جعل النقاد يعتبرون كتاباتها مستقلة عن النص السردي، ومعزولة عنه . القصة في الكذبة الثالثة أن لوكاس-التؤام الذي هرب لدولة مجاورة-يعود إلى موطنه الأصلي بعد التحرير للقاء أخيه التؤام. يعود وهو في الخمسينات من عمره. أي أن هناك فترة زمنية طويلة حدث فيها انقطاع عن التواصل. هناك احتمالين: الأول أن تنتهي القصة بأن يجد كلاوس أخيه لوكاس، أو يعرف عنه شيء يزيل غموض رحلة البحث عنه. هذا الاحتمال هو الأكثر احتمالاً وحدوثاً. أما الاحتمال الثاني فهو قائم على المؤلف: إذا كان القارئ يتوقع بأن يجد الأخوين بعضهم البعض، عليها-أي المؤلفة-أن تجعل لقاء الاثنين مستحيلاً بشكل كامل، ليس بسبب حياة أو موت، بل بسبب وجود هذا الكائن أو عدمه في الحياة أصلاً. أغوتا يا لروعة الأعمال الإنسانية يا للعاطفة الكبيرة التي أودعت في هذا النص العظيم تلك العاطفة التي توهمنا بها أغوتا بإنها ممتلئة بالقسوة .. وإن كان لن يخفى على أي قارىء حصيف قرأ أكثر من عمل لهذه الروائية المميزة أن أبطالها هم جزء مخبوء منها وذلك واضح في كل أعمالها التي ترجمت للعربية حتى الآن .. كريستوف كانت علاقتها حميمة مع شقيقها قبل أن تترك وطنها الأم وتنفصل عنه وهذا الشقيق موجود في كل أغلب أعمالها الشقيق الذي توحدت معه و عاشت طفولتها تحت رعايته لذلك نقرأ هذا الحنين الكبير الحنين العاصف والذي يظهر في عاطفة ساحقة عظيمة في أعمالها .. بطل رواية أمس هذه المرة طوبياس وهو ابن عاهرة يحاول أن يتخلص من ماضيه الذي يلاحقه حتى في المدرسة ! يصف أمه بأنها ممتلئة بالثقوب الثقوب التي يخر منها كل ما هو عفن .. ليذهب في رحلة طويلة من الوحدة والشعور بالفراغ والهجر وزاد هذا الشعور طبيعة العمل الذي يقوم به أن يحدث ثقبا في ماكينة ساعة وهذا العمل الساعاتي جعل طوبياس أشبه بآلة متعطلة تنتظر من يقوم بإصلاحها .. في هذا العمل تتطرق أغوتا لحالة اللاجئين ومحاولاتهم في الاندماج وكان من الصدفة الجميلة أن أقرأ اسمي آرام قبلها والتي تدور في نفس الإطار مع اختلاف الأحداث والأسلوب والحبكة الغريبة التي تتميز بها كريستوف إن شخصيات كريستوف تميل للقسوة الظاهرة كما تميل للتصرفات الغريبة والعزلة وتحمل بداخلها كما هائلا من السخط و الحنين للماضي تعبر عن سخطها بالقتل وعن حنينها بالحب ويخيل لي أن هذه هي كريستوف تحديدا إنها تكتب روحها بداخل شخصياتها لذلك فإن شخصياتها لا يمكن إلا أن يتركوا بصمتهم في ذهن قارىء كريستوف .. تركز أغوتا على لين و لين ليست إمرأة إنها الوطن الجذورهي كل ما تبقى من تلك الذكريات الغابرة التي بحاجة شديدة لأن تُكتب لتبقى لذلك من الملاحظ أن شخصيات أغوتا كُتاب أصروا على أن يودعوا حنينهم ووجعهم على الورق فشخصية طوبياس على غرابته كان عاشقا للكتابة كما يقول أنا أكتب في رأسي طوال الوقت وفي أي مكان وفي الكذبة الثالثة أحد التوائم كان كاتبا أيضا وكلا الشخصيتين كانتا شخصيات حزينة لدرجة اليأس تعاني في صمت من الوحدة والفراغ والحنين ، وهكذا في عرف كريستوف الكتابة هي الحل للتداوي من هول المآسي الإنسانية التي أحاطت بها وتحيط بشخصياتها فكل شخصية هامشية في أمس كانت لها قصة وكانت تمثل جانبا آخر من جوانب الرحيل .. يولاند رمز آخر في حكاية أغوتا فتبدو كالمكان المهاجر إليه بارد آلي رتيب لم يكن سهلا التكيف معه أو قبوله في النهاية لا مفر ولا حل سوى القبول والاندماج وتكوين أسرة وأولاد .. تكتب أغوتا روايتها القصيرة في مشاهد قصيرة ذات دهاليز رمزية كل مشهد منها أشبه بقصة قصيرة أو قصيدة شعرية .. جمل قصيرة بسيطة شديدة الحساسية ممتلئة بالشاعرية في أغلب مشاهدها خاصة وهي تكتب عزلة طوبياس في بيئة رتيبة وقاسية وحنينه للين هذا العمل أقرب أعمال كريستوف لأن يكون عملا شعريا .. .
إقرأ المزيد