كتاب موسوعة رحلة الخلافة العباسية من القوة للانهيار (العباسيون الضعفاء) PDF محمد الهامي : 2013م - 1443هـ نبذة عن الكتاب : تناولت المجلدات الثلاثة حقبة تارخية مهمة، حيث تدرس التاريخ متأسية بالقصة في القرآن الكريم من حيث الغاية، ووضوح الرؤية وشمول الصورة وقوة الدليل والمصدر والحجة، بعيدًا عن الغوص – بعض الأوقات - في تفاصيل لا شأن لها في مجرى العبرة والعظة والتأمل. يسرد الكاتب فى المجلد الأول "العباسيون الأقوياء" العصر الذهبي للخلافة العباسية (132 – 247هـ)، وفيه تمهيد عن دولة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، وعصر الخلافة الأموية وسبب انهيارها والثورة العباسية. يتناول المجلد الثاني "العباسيون الضعفاء" (247 – 447هـ) الحديث عن أسباب ضعف هذه الدولة، وبداية الحكم العسكري، وأثره في التاريخ الإسلامي وإلى اليوم، من خلال سيطرة القادة الأتراك على الخلفاء الضعاف ومن بعدهم البويهيون. وأما المجلد الثالث "آخر أيام العباسيين" (447- 656هـ) فيتناول قضايا ثلاث؛ هي عصر سيطرة السلاجقة الذي امتد على مدى مائة عام تقريبا، وعصر الاستقلال الأخير للعباسيين، ثم عصر الانهيار والسقوط تحت سنابك الخيل المغولي لتنتهي الخلافة العباسية في العراق نهاية مأساوية. ويقول المؤلفان في الخاتمة: "وجزء من هذا التاريخ: رحلة الخلافة العباسية التي استمرت خمسة قرون وربع قرن، رأينا فيها ما ذكرناه سابقًا عن الإنسان وصنعه للتاريخ، لكن الذي يمتاز به هذا العصر وغيره من عصور التاريخ الإسلامي هو الإسلام ذاته. الدولة العباسية أو الخلافة العباسية أو دولة بني العبَّاس هو الاسم الذي يُطلق على ثالث خلافة إسلامية في التاريخ، وثاني السلالات الحاكمة الإسلامية. استطاع العباسيون أن يزيحوا بني أمية من دربهم ويستفردوا بالخلافة، وقد قضوا على تلك السلالة الحاكمة وطاردوا أبناءها حتى قضوا على أغلبهم ولم ينج منهم إلا من لجأ إلى الأندلس، وكان من ضمنهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، فاستولى على شبه الجزيرة الأيبيرية، وبقيت في عقبه لسنة 1029م. أسس الدولة العباسية رجالٌ من سلالة العباس بن عبد المطلب أصغر أعمام الرسول محمد بن عبد الله، وقد اعتمد العباسيون في تأسيس دولتهم على الفرس الناقمين على الأمويين لاستبعادهم إياهم من مناصب الدولة والمراكز الكبرى، واحتفاظ العرب بها، كذلك استمال العباسيون الشيعة للمساعدة على زعزعة كيان الدولة الأموية. نقل العباسيون عاصمة الدولة، بعد نجاح ثورتهم، من دمشق، إلى الكوفة، ثم الأنبار قبل أن يقوموا بتشييد مدينة بغداد لتكون عاصمة لهم، والتي ازدهرت طيلة ثلاث قرون من الزمن، وأصبحت أكبر مدن العالم وأجملها، وحاضرة العلوم والفنون، لكن نجمها أخذ بالأفول مع بداية غروب شمس الدولة العباسية ككل، ونقل المعتصم عاصمة الدولة من بغداد إلى سامراء التي اطلق عليها سر من رأى ثم أعيدت إلى بغداد بعد أربعين سنة. عرفت الدولة العباسية عصرها الذهبي خلال عهدي هارون الرشيد وابنه المأمون، إذ نشطت الحركة العلمية وازدهرت ترجمة كتب العلوم الإغريقية والهندية والفهلوية إلى اللغة العربية على يد السريان والفرس والروم من أهالي الدولة العباسية، وعمل المسلمون على تطوير تلك العلوم وابتكروا عدة اختراعات مفيدة، كما ازدهرت الفلسفة الإسلامية واكتمل تدوين المذاهب الفقهية الكبرى: الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية عند أهل السنة، والجعفرية والزيدية عند الشيعة، وبرزت الكثير من الأعمال الأدبية والفنية مثل كتاب ألف ليلة وليلة وغيرها، وساهم أهل الكتاب من المسيحيين واليهود والصابئة بهذه النهضة الحضارية، وبرز منهم علماء وأدباء وفلاسفة كبار. تنوّعت الأسباب التي أدّت لانهيار الدولة العباسية، ومن أبرزها: بروز حركات شعوبية ودينية مختلفة في هذا العصر، وقد أدّت النزعة الشعوبية إلى تفضيل الشعوب غير العربية على العرب، وقام جدل طويل بين طرفيّ النزاع، وانتصر لكل فريق أبناؤه. وإلى جانب الشعوبية السياسية، تكوّنت فرق دينية متعددة عارضت الحكم العبّاسي. وكان محور الخلاف بين هذه الفرق وبين الحكام العبّاسيين هو «الخلافة» أو إمامة المسلمين. وكان لكل جماعة منهم مبادئها الخاصة ونظامها الخاص وشعاراتها وطريقتها في الدعوة إلى هذه المبادئ الهادفة لتحقيق أهدافها في إقامة الحكم الذي تريد. وجعلت هذه الفرق الناس طوائف وأحزابًا، وأصبحت المجتمعات العباسيّة ميادين تتصارع فيها الآراء وتتناقض، فوسّع ذلك من الخلاف السياسي بين مواطني الدولة العبّاسية وساعد على تصدّع الوحدة العقائدية التي هي أساس الوحدة السياسية. ومن العوامل الداخلية التي شجعت على انتشار الحركات الانفصالية، اتساع رقعة الدولة العبّاسية، ذلك أن بعد العاصمة والمسافة بين أجزاء الدولة وصعوبة المواصلات في ذلك الزمن، جعلا الولاة في البلاد النائية يتجاوزون سلطاتهم ويستقلون بشؤون ولاياتهم دون أن يخشوا الجيوش القادمة من عاصمة الخلافة لإخماد حركتهم الانفصالية والتي لم تكن تصل إلا بعد فوات الأوان، ومن أبرز الحركات الانفصالية عن الدولة العباسية: حركة الأدراسة وحركة الأغالبة، والحركة الفاطمية. .
إقرأ المزيد