كتاب موسوعة شهداء الحركة الإسلامية في العصر الحديث نسخة مصورة ج2 PDF ا.د.توفيق يوسف الواعي : 2006م - 1443هـ الحديث عن الشهداء حديث له رهبة في النفس، ووجل في القلب، وخشية في الضمائر؛ لأن نفوسهم تسامت فوق الشهوات، وتعالت على حظوظها، وباعت أرواحها لله سبحانه وتعالى، ووهبت حياتها لأوطانها وديارها فداء لعزة المسلمين، وحفظاً لأعراضهم ودمائهم، فهم رجال مبادئ وقيم لا رجال مناصب وكراسي وأطماع، أرادوا لمبادئهم أن تسود، ولأفكارهم أن تعلو وتسمو وتستقر، وتحيا أبد الدهر، مرفوعة شامخة..هذا ما بدأ به المؤلف كتابه الضخم، الذي يقع في خمسة مجلدات، كله عن شهداء من العصر الحديث، بل المعاصر، ومعظمهم من فلسطين الحبيبة السليبة.وقد حاولت جاهداً أن أجد ما أقدمه أو أعلق عليه فلم أقدر في حينه، بل لم أستطع متابعة قراءة سيرهم وقصص استشهادهم ، ذلك أنني كنت أستحقر حياتي وأتقزَّم أمام هؤلاء الشباب المجاهد حتى أجدني لا شيء في الحياة!كانت كلماتهم الأخيرة ووصاياهم لأمهاتهم وإخوانهم الصغار تلهب مشاعري كلها، وتضرم نيراناً في قلبي، حتى يكاد أن يتزحزح من موقعه، أو أن يخرج مع الروح إلى حيث هم!أما قصص بطولاتهم وشجاعتهم، فلا يقدر أن يصوِّرها قلم، ولو نفذ إلى باطن كلِّ شهيد ليرى ما فيه!إنها لا تكاد تصدَّق! شباب غضٌّ كالأغصان النديَّة يدخلون سجون اليهود ومعتقلاتهم، فيعذَّبون أقسى أنواع التعذيب، وفي أكثر أماكن الجسم حساسية وألماً، ويُحقَّرون و يُهانون، ويُهدَّدون ويُفْتَنون، ويتنقلون بين السجون، من الأشدِّ إلى الأقسى، ويبقون منفردين في أماكن مجهولة في الظلام، مع استجواب وتحقيق وفتن تُعرض عليهم، فيضربون المثل في الصبر والعزيمة والثبات على العقيدة، ويبقون سنوات طويلة... فإذا خرجوا باتوا في دورهم ليلة أو ليلتين، ثم تناولوا أسلحتهم وخرجوا يزأرون كالأسود ليرفعوا كلمة الله العالية، ليرعبوا كلَّ متجبِّر وغاصب محتل. .
إقرأ المزيد