كتاب عبد الغني الدقر النحوي الفقيه والمؤرخ الأديب PDF اياد خالد الطباع : 2003م - 1443هـ نبذة عن الكتاب : هي سلسلة علماء ومفكرون معاصرون لمحات من حياتهم وتعريف بمؤلفاتهم لمحاتٌ من حياته: مولده ونشأته: ولد عبدالغنيِّ بن محمد عليِّ بن عبدالغنيّ الدَّقر سنة 1335هـ-1917م، في حي زقاق البرغل باب الجابية من أحياء دمشق، لأبوين فاضلين، فوالده ;العالم الفاضل الشيخ محمد علي صاحب نهضةٍ علميةٍ في بلاد الشَّام، ووالدته السَّيدة الجليلة بدرية المرادي، توفيت وهي ابنة ثمانية وعشرين سنة، وعمر صغيرها عبدالغني حينئذ سنتان ونصف، فنشأ الطِّفل يتيم الأمِّ ينقصه الحنان، فكان أبوه يعوِّضه شيئاً منه باصطحابه معه إلى حَلَقات كبار العلماء. أرسل الوالد صغيره إلى معلمة القرآن الكريم للصغار، فقرأ عندها القرآن كاملاً، وتلا من سورة النَّاس إلى سورة الضُّحى. ثم ألحقه والده بالكتَّاب، وهو ابن خمس سنين، فقرأ فيه ختمةً كاملةً نظراً على الشِّيخ المقرئ عزّ الدِّين العرقسوسي، وأقيم له حفل الختم ولم يتجاوز عمره سبع سنين. ألحقه والده بعد ذلك بالمدرسة التِّجارية بدمشق لصاحبها الشيخ محمود العقَّاد رحمه الله، ولما لوحظ نبوغه قيّد في الصف الرابع مباشرة فدرس في هذه المدرسة من الصف الرابع إلى الصف التاسع، وتخرَّج فيها سنة 1928م وعمره اثنا عشر عاماً، ولم تكن تلك المدرسة تمنح شهادات لخرِّيجيها، ولم يحصل بعدها الشيخ على شهادةٍ قطّ.< br> ثمَّ ترك الدِّراسة مدَّة من الزَّمن، اتَّجه فيها إلى ممارسة هوايته في الصَّيد وركوب الخيل والسِّباحة في مزارع أسرته في المزَّة وداريَّا. وما لبث حبُّه للعربية أن أعاده إلى نطاق العلم، فقد أهداه صديقه وأستاذه الشيخ منير الفقير كتاب (في سبيل التاج) للمنفلوطي، فقرأه كلَّه في مجلسٍ واحدٍ وأُعجب به، وطلب على إثر ذلك من صديقه أن يوفِّر له كتب المنفلوطي كاملة، وعكف على قراءتها، واستخرج الألفاظ الغريبة منها، ورتَّبها هجائياً، واستخرج معانيها من القاموس المحيط، وحفظها عن ظهر قلب، فكان ذلك ثروةً لغويَّة له، وعمره لم يتجاوز الرَّابعة عشرة. اتَّجه بعد ذلك لمطالعة كتب الأقدمين، وقراءة الأدب الأصيل فقرأ للجاحظ، والمبرِّد، والقالي. وعاد الشيخ إلى حِلَق العلم طالباًً ومدرساً، إذ عقد له والده مجلساً لإقراء النَّحو في جامع السِّنانية بدمشق، فبدأ مع الطلبة بمتن الآجرومية، ثم شرحها للأزهري، ثم انتقل إلى (قطر الندى) لابن هشام، ثم إلى (شذور الذهب) ، ثم إلى (شرح ابن عقيل على الألفية)وانتهى من تدريسه وعمره سبعة عشر عاماً!!. ثم حوَّل درسه بعد ذلك إلى (مسجد العدَّاس) بدمشق، حيث تسلَّم غرفة فيه ووضع فيها مكتبته، وبقي فيها قرابة خمس وعشرين سنة. نبوغه: ظهر نبوغ الشيخ مبكِّراً، إذ قُيِّد في الصف الرابع مباشرة أول ما أُلحق بالمدرسة التِّجارية، وقد كان عمره يوم أن خصَّص له والده حلقة إقراء النَّحو نحو خمسة عشر عاماً. كما دُعي إلى زيارة مصر من قبل رئيسها آنذاك، ضمن وفد يمثِّل علماء الشام عام 1956م وعمره أربعون سنة. وكان الرَّئيس شكري القوتلي الذي حكم سورية في الخمسينيات، يناديه طالباً منه تصحيحاً لغوياً، أو استشارة في ذلك، على حداثة سنِّه ووجود أعلامٍ في العربية في عصره. وعنه كتب الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته 8/301فقال: "... كذلك يحيي الله بالرَّجل الواحد بلداً ميتاً في الأدب والعلم، وربَّ رجلٍ واحدٍ يكون على يده نهضةُ شعب.. فعليكم بالبقية الباقية من أقطاب الأدب. أطلقوا أيديهم في مناهج العربية وكتبها، ولا تجعلوا الشَّهادات وحدها هي الميزان، فإنَّ كثيراً ممن أعرف اليوم معرفة بالأدب العربي الحقّ، ممن درس كتبه الكبرى؛ لم يكونوا يحملون شهادة، وإن كان يقعد بين أيديهم يتلقَّى عنهم حملةُ الشَّهادات من أساتذة الجامعات، من هؤلاء: محمود شاكر في مصر، وعبدالغني الدَّقر في الشام". .
إقرأ المزيد