كتاب آداب الغذاء في الإسلام PDF سعد بن عبد الله الحميد : 1996م - 1443هـ يتناول فقه الطعام الأحكام الشرعية الفقهية الإسلامية المتعلقة بالطعام. فالطعام جزءٌ أساسيُ من حياة الإنسان، والدين يضبط كل حياته، فقد جاء في الدين الإسلامي أحكامٌ مختلفة، وآدابٌ أكثر تضبط هذا السلوك. فحرم الله الخبيث من الطعام، وأبقى الطيب. كما سن رسوله صلى الله عليه وسلم آدابًا له، ومن الواضح أن الدول تتميز بآداب مختلفة في تناوله، وقد تختلف باختلاف الأزمنة. لكن ما يميز ما وضعه الإسلام أنها آداب عامة، ثابتة باختلاف البلاد، وبمرور الزمن. أكثر ما يغلب على الطعام في الشريعة الإسلامية هو موضوع آدابهما. وأكثرها شيوعًا التالي: آداب ما قبل الطعام 1- غسل اليدين. 2- السؤال عن الطعام إن كان ضيفًا ولا يعرفه، ولا يطمئن إليه. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل طعامًا حتى يحدث أو يسمى له فيعرف ما هو. وذلك كما فيه حديث الضب الذي لم يأكله رسول الله صلى الله عليه وسلم. 3- المبادرة إلى الطعام عند تقديمه: فقد كان العرب يظنون بالضيف شرًا إن لم يبادر ويأكل من الطعام. 4- البسملة قبل الأكل: فتسن التسمية قبل الأكل، وفي ذلك جاء في حديث عن أم كلثوم عن عائشة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره)). آداب أثناء الطعام 1- تناول الطعام باستخدام اليد اليمنى: فيكره أن يأكل المسلم بشماله. وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يأكلن أحدكم بشماله، ولا يشربن بها، فإنَّالشيطان يأكل بشماله ويشرب بها)). 2- أكل المرء مما يليه تباعًا: فلا يقوم بالابتداء من أوسط الطعام، بل يأكل مما يليه مباشرةً. وذلك لحديث عمر بن أبي سلمة عندما كان غلامًا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)). 3- غسل اليد بعد الطعام: قال في ذلك ابن رسلان: "والأولى غسل اليد بالأشنان أو الصابون أو ما في معناها". 4- المضمضة بعد الطعام: وهي مستحبة، لحديث سويد بن النعمان عندما كان مع النبي صلى الله عليه وسلم بالصهباء فحضرت الصلاة، فدعا بطعامٍ فلم يجده إلا سويقًا، فلاك منه، فلكنا معه، ثم دعا بماءٍ فمضمض، ثم صلى وصلينا ولم يتوضأ. 5- الدعاء للمضيف إن كان المرء في ضيافة أحد. 6- من السنة الأكل بثلاثة أصابع: قال عياض في هذا: والأكل بأكثر منها من الشره وسوء الأدب. وهذا خاص إن أكل المرء بيده، ولكن لا بأس باستعمال المعقة ونحوه، ويتبع الأكل بالملعقة في هذا ألا يأكل كمية كبيرة في كل لقمة. 7- أكل اللقمة الساقطة: وذلك بعد أن ينظفها مما أصابها من أذى، فقد تكون البركة فيها. وذلك لحديث أنس بن مالك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعامًا لعق أصابعه الثلاث، وقال إذا سقطت لقمة أحدكم فيمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان، وأمرنا أن نسلُتَ القصعة، قال: "فإنكم لا تدرون في أيِّ طعامكم البركة". 8- عدم الاتكاء أثناء الأكل: وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا آكل وأنا متكئ)). 9- عدم البصاق والمخاط حالَ الأكل إلا لضرورة. 10- الأكل مع الجماعة. في هذه الرسالة بيان بعض ، وأصلها بحث ألقاه الشيخ حفظه الله في الندوة السعودية الثانية للغذاء والتغذية التي أقامتها كلية الزراعة بجامعة الملك سعود بالرياض، في الفترة من 4 إلى 7 جمادى الآخرة سنة 1415هـ. قد جاء الإسلام لينظم للإنسان كل شئون حياته اليومية، كما أن فيه تنظيمًا لسلوك الفرد جميعه، في عبادته، ومأكله ومشربه وملبسه، ومنكحه، وطلبه للدنيا، وتعلمه وتعليمه، حتى قضاء حاجته، فما من مسألة دقيقة أو جليلة إلا وهي خاضعة لسلطان الله وحكمه. وسنتناول في هذه العجالة مسألة من هذه المسائل وهي فيما يتعلق بغذاء الإنسان الذي نجد الاهتمامات البشرية اليوم منصبة عليه، ويرون أنه عنصر فعال فيما يصيب الإنسان من أمراض نتيجة نقصه أو الإفراط فيه .
إقرأ المزيد