تحميل كتاب التبشير في منطقة الخليج الجزيرة العربية PDF محمد بن سعد الشويعر

كتاب التبشير في منطقة الخليج الجزيرة العربية

التبشير في منطقة الخليج الجزيرة العربية

نبذة عن كتاب التبشير في منطقة الخليج الجزيرة العربية :

كتاب التبشير في منطقة الخليج الجزيرة العربية PDF محمد بن سعد الشويعر : من المعروف تاريخيا أن المسيحية دخلت إلى الجزيرة العربية قبل الإسلام من مصدرين الأول هو الحركة النسطورية التي دخلت على الجزيرة العربية عن طريق بلاد فارس وقد اعتنق عرب الحيرة هذا المذهب. أما المصدر الثاني فهو عن طريق الأحباش الذين احتلوا جنوب الجزيرة العربية وحكموها فترة من الزمن قبل ظهور الإسلام. ولكن عندما ظهر الإسلام في الجزيرة العربية لم يبق أي أثر للوجود المسيحي فيها وأن ظل هناك وجود لمسيحيين عرب هم أجناد الغساسنة والمناذرة وهؤلاء كانوا منتشرين في شمال الجزيرة العربية وبلاد الشام. وفي أثناء ازدهار الدولة الإسلامية في العصور الوسطى لم تكن هناك حركات تبشيرية لإدخال المسيحيين في الديانة المسيحية ولكن لما بدأ الضعف يدب في الدولة الإسلامية أخذ مسيحيو أوروبا يزداد قدومهم على بلاد الشرق لزيارة الأماكن المقدسة وللتجارة وكلنا يعلم ما تبع ذلك من حروب صليبية للاستيلاء على العالم الإسلامي. وقد انهكت هذه الحروب الدولة الإسلامية فدب فيها الضعف فبدأ من هنا تسلل الفكر الغربي إلى المجتمعات الاسلامية، وكان من أهم الوسائل وأخطرها المنظمات والارساليات التبشيرية التي أخذ يزداد عددها ونشاطها في البلاد الإسلامية وذلك بدعم من الدول الاستعمارية وتعرضت منطقة الخليج العربي لمحاولات الغزو الفكري عن طريق المؤسسات التبشيرية وغيرها من المؤسسات وذلك كغيرها من الدول الإسلامية. يقول عبد الملك التميمي في كتابة التبشير في منطقة الخليج قد تسسل الفكر الغربي الامبريالي إلى مجتمعنا العربي بوسائل متعددة ولفترة زمنية طويلة أي منذ أن اتجهت أنظار الدول الاستعمارية للسيطرة على وطننا العربي هذا التغلغل كان سابقا على السيطرة العسكرية والسياسية وممهدا لها ثم معاضدا لوجودها.. ويضيف أن الهدف الامبريالي لهذا النشاط كان ولا يزال هو ايجاد القابلية لدى الشعب العربي لقبول سياسات وترويض الناس وتدجينهم بحيث يحقق أهدافه على أرض سهلة بأقل صعوبة وتضحية وأقصر طريق.. لقد كان التبشير بمعناه الشامل ليس فقط الديني بل التبشير للثقافة الغربية الامبريالية احدى الوسائل التي سلكها الغربيون وأقاموا لها المؤسسات التبشيرية لأغراض دينية سرعان ما استغلت واستخدمت لأغراض سياسية. أن تركيز الارساليات التبشيرية والتي تعمل بدعم ووفق تخطيط الدول الاستعمارية على منطقة الخليج العربي يعوذ إلى الموقع الاستراتيجي التي تتمتع به منطقة الخليج العربي منذ القدم حيث كانت تجارة موانئ الخليج العربي منذ القدم من التجارات الزاهرة في القدم حيث كانت تتقل البضائع والسلع من الصين والهند إلى موانئه ومنها تنقل بواسطة القوافل إلى السواحل الشرقية للبحر المتوسط لذا فإن السيطرة على هذا الممر المائي الهام والتحكم فيه تعني التحكم بأحد الطرق التجارية العالمية انذاك. وازدادت أهمية هذه المنطقة من العالم بعد ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية حيث تولى أبناؤها مهمة تبليغ الرسالة الإسلامية. وقد استطاع هؤلاء الرجال الأبطال نشر الإسلام في بقاع كثيرة من العالم فكان ذلك بمثابة تهديد وخطر على الديانات الأخرى وخاصة الديانة المسيحية والتي خسرت بقاعا كثيرة وفقدت كل نفوذ لها في الشرق حيث لم تقم لها قائمة بعد ذلك. ومن هنا بدأ المبشرون ينظرون إلى شبه الجزيرة العربية نظرة حقد لأنها تمثل مهد الإسلام وفيها أماكن مقدسة يحج إليها المسلمون من كافة بقاع الأرض ولذلك سعى هؤلاء إلى محاربة الإسلام والعرب بشتى الوسائل والطرق ومحاربة الإسلام لا تكون إلا بالقضاء عليه في عقر داره وهزيمة المسلمين في بلادهم فمكة هي الهدف والجزيرة العربية هي الطريق التي يلج منها المبشرون إلى مكة المكرمة كما يقول القس صموئيل زويمر. أن اهتمام المبشرين بالجزيرة والخليج العربي وجعلها هدفا لارسالياتهم يعود إلى أن النجاح في هذه المنطقة سكون نقطة تحول في العمل التبشيري ككل لأن الدعاة المسلمين كانوا هم العقبة الوحيدة أمام المبشرين في أفريقيا ولذلك فإن أحد المبشرين في أوغندا ويدعي اسكندر ماكس أصدر في عام 1888 نداء لتأسيس ارسالية تبشيرية في مسقط والتي كانت تعتبر مفتاحا لأفريقيا الوسطى. لقد أدرك المبشرون أيضا أن قوة العرب تعني قوة الإسلام ولذلك لا بد من هزيمة العرب لكي يتسنى لهم القضاء على الإسلام وفي ذلك يقول المبشر مورو بيرجر: فقد ثبت تاريخيا أن قوة العرب تعني قوة الإسلام. إذاً فأننا لكي ندمر الإسلام يجب أن ندمر العرب. لقد كانت الحملات التبشيرية التي تعرضت لها منطقة الخليج العربي من أخطر التحديات التي واجهتها هذه المنطقة في ظل السلطة الاستعمارية لأنها تمت في ظل أوضاع اجتماعية واقتصادية وثقافية سيئة للغاية. وفي ذلك يقول سعيد عبد الله حارب في كتابه منطقة الخليج العربي قبل الاستقلال فترة من التخلف العلمي والثقافي والاجتماعي لم تشهده إلا مناطق قليلة من العالم فقد حرمت المنطقة من خلال تلك الفترة من نصيبها في التطور الحضاري والتقدم المادي حيث فرض عليها الاستعمار خلال مراحله المتعاقبة عزلة شبه كاملة عن الاتصال بالعالم الخارجي فلم تكن هناك أي صورة من صور التقدم التي تعيشها بقية أجزاء العالم فلا توجد مدارس أو مستشفيات أو جامعات أو صحف أو أية وسيلة من وسائل الإعلام وفي ظل هذه الظروف الصعبة وجد دعاة التنصير الفرصة سانحة لجعل هذه المنطقة ميدان نشاطهم التنصيري ساعدهم على ذلك وجود القوات الاستعمارية وتشجيعها ومساندتها لهم. هذا الكتاب بحث هام يتناول مسألة برزت على الساحة الخليجية بشكل قوي وهي انتشار التبشير من جديد بين المسلمين وتكثيف المحاولات والجهود لتنصيرهم. فيوضح لنا المؤلف الطرق والأساليب التي يتبنوها، وكيف دخلوا إلى بلاد المسلمين، ومن الذي حرضهم إلى هذا، وماهو تاريخ التبشير في بلاد المسلمين بشكل عام، وكيف يمكن التصدي لهذه المحاولات والقضاء عليها في مهدها قبل أن تستفحل. .

إقرأ المزيد