كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب الجزء الثاني والثلاثون PDF شهاب الدين النويري : التراث هو كل ما خلّفته (ورّثته) لنا الأجيال السالفة (السابقة) في مختلف الميادين المادية والفكرية والمعنوية وهي ما يسمى بالثقافة المادية والثقافة الغير مادية. أن حضارة أي شعب لا يمكن لها أن تقوم بدون تراث، ويجب أن تكون أصيلة مستقلة لا يعتمد أفرادها على ما تنتجه الحضارات الأخرى. فالتراث يحفظ كيان الأمة وبقاءها واستمرارها بالرغم من العدوان والتشرد والانتشار والبعد التاريخي والضغط السياسي والقهر القومي. ويشمل التراث ما يلي: 1. التاريخ: لفتراته المختلفة ومنها الفترات العربية والإسلامية 2. الثقافة المادية : هي إنتاج ومهارات الأمم التي انتقلت عبر الأجيال ومنها: 1) المباني العامة والمساكن. 2) أماكن العبادة 2) صنع الملابس 3) الزراعة وتربية الحيوانات 4) إعداد الطعام 5) صيد الحيوانات أو الطيور أو الأسماك 6) حفظ وتخزين الأغذية 7) صنع المعدات والأدوات 8) أدوات وطرق العمل 9) وسائط التنقل 10) أدوات البناء وأنماط المساكن 3. الثقافة الغير مادية: وتشمل ما يلي اللغة والأدب الشعبي: وتشمل القصص الشعبية، النثر، الشعر، الأدب، والأمثال الشعبية، الألغاز، النوادر، الأهازيج والحداء أثناء السفر أو الحصاد أو الرعي، الأغاني (أغاني الميلاد والطهور والزواج)، الأسطورة والخرافة والنداء كالتبليغ عن موت أو فقدان شيء أو طلب العون. العادات والتقاليد الشعبية: العادات الشعبية ظاهرة تاريخية ومعاصرة في آن واحد وهي حقيقة من حقائق الوجود الاجتماعي التي تتعرض لتغير وتجدد دائمين تبعا لتجدد الحياة الاجتماعية واستمرارها. وتشمل الأفراح والأتراح، الطقوس. الدين: ويشمل أركان الإسلام ، أركان الأيمان والأماكن المقدسة. المعتقدات الشعبية، مثل: الأولياء، الكائنات الخارقة (فوق الطبيعية)، السحر، الأحلام، الطب الشعبي، حول الحيوان، حول النباتات،الأماكن غير المأهولة، الاتجاهات، الألوان، الأعداد، الروح، الطهارة. الفنون الشعبية: أ) الأغاني والموسيقى الشعبية وتشمل: o موسيقى الميلاد، العمل، الغزل، الأفراح، الحج. o موسيقى الرقص. o موسيقى النداءات والمدائح والابتهالات والأناشيد والسير. ب) الرقص ويشمل: الرقص (الجماعي – الفردي) في المناسبات. ج) فن الألعاب الشعبية وتشمل: فروسية، العاب السيف والمبارزة. د) فنون تشكيلية شعبية، وتشمل: الأشغال اليدوية، مثل النسيج، الخشب، الفخار، الخزف، الزجاج، الأزياء بأنماطها المتنوعة حسب المناطق، الحلي وأدوات الزينة ، الأثاث والأواني، الوشم والرسم. ه) التمثيل كتاب «نهاية الأرب في فنون الأدب» هو موسوعة ضخمة أنجزها المؤرخ المصرى قبل عام 721 هـ، وهو من الموسوعات الأدبية الكبرى. جمع فيه النويري خلاصة التراث العربي في شقَّيه، الأدب والتاريخ، ويقع الكتاب في ثلاث وثلاثين مجلدة تضم نيفاً وأربعة آلاف وأربعمائة صفحة، وكان كما ذكر ابن كثير ينسخه بيده ويبيع منه النسخة بألف درهم. وقد ضاع الكتاب في القرون الأخيرة، حتى عثر المرحوم أحمد زكي باشا على نسخة منه في إحدى مكتبات الأستانة، فنقل منه صورة شمسية وحملها إلى القاهرة، وتألفت لجنة لتحقيقه وطباعته، فرغت من طباعة المجلد الأول منه عام 1920 وفرغت من طباعة الجزء قبل الأخير عام 1992 وتأتي قيمة الكتاب في أنه نموذج فذ لترتيب التراث الأدبي، وخاصة في أجزائه الإثنتي عشرة الأولى، وما بعد ذلك يبدأ قسم التاريخ فيستوعب بقية أجزاء الكتاب الثلاثين، ومنها الأجزاء (16 و17 و18) في السيرة النبوية، وقد لخص النويري في كتابه حوالي ثلاثين كتاباً من كتب الأدب كالأغاني وفقه اللغة ومجمع الأمثال ومباهج الفكر وذم الهوى، ونجد ملخص الأغاني كاملاً في الجزء الرابع والخامس من الكتاب، كما نقف على ملخص مباهج الفكر في الجزء الثاني عشر منه. وعلى ملخص (بهجة الزمن في تاريخ اليمن) لعبد الباقي اليمني في الجزء (31). إضافة إلى تلك الملخصات نقل النويري من أكثر من 76 كتاباً ما بين مخطوط ومطبوع لكبار الأدباء والمنشئين والمؤرخين. بذلك نعلم أن قيمة الكتاب تنحصر في فائدتين : الأجزاء الأخيرة من كتابه التاريخ، وهي الأجزاء التي اعتمدها ابن تغري بردي في مشاهدات النويري. طريقة ترتيب التراث الأدبي للقرون السبعة التي سبقت مولد النويري. ونترك النويري يحدثنا عن هذه الطريقة بقوله: (فامتطيت جواد المطالعة وركضتُ في ميدان المراجعة، وحيثُ ذلَّ لي مركبها، وصفا لي مشربها، آثرتُ أن أجرِّد كتاباً أستأنس به وأرجع إليه وأعول فيما يعرض لي من المهمات عليه، فاستخرت الله سبحانه وتعالى، وأثبتُ منها خمسة فنون حسنة الترتيب، بيّنة التقسيم والتبويب، كل فن منها يحتوي على خمسة أقسام. تشتمل الموسوعة على خمسة فنون : السماء والأثار العلوية والأرض والأثار السفلية وهو قسم جغرافي فلكي عام. الإنسان وما يتعلق به. الحيوان. النبات. التاريخ. هذه الأقسام الأربعة تشغل عشرة مجلدات. أما القسم الخامس وهو التاريخ، فيشغل واحداً وعشرين مجلداً، ذاك أن النويري في الأساس مؤرخٌ عظيم، وقد سرد فيه تاريخ الإنسانية بدءاً من أبى البشر أدم مروراً بالأنبياء حتى سيد الرسل محمد ومراحل التاريخ الإسلامى المتعددة .
إقرأ المزيد