كتاب سيدنا إبراهيم عليه السلام .. أمة في رجل PDF د.صلاح الدين سلطان : فإن إبراهيم عليه السلام هو أبو العالم الثالث بعد آدم ونوح عليهما السلام، وهو شيخ الأنبياء وإمام الحنفاء وقد وصفه الله في القرآن بأوصاف عدة: 1- وصفه بأنه إمام لقوله: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة من الآية:124] والإمام هو الذي يؤتم به ويقتدى به. 2- وصفه بأنه أمة لقوله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل من الآية:120] والأمة هو الجامع لخصال الخير. 3-وصفه بأنه قانت لقوله: {قَانِتًا} [النحل من الآية:120] والقانت هو الخاشع المطيع لله. 4- وصفه بأنه حنيف لقوله: {حَنِيفًا} والحنيف هو المنحرف قصدًا عن الشرك إلى التوحيد. وإبراهيم عليه السلام هو أول من يكسى من الخلق، ونحن نتبع في الحج كثيراً من شعائر إبراهيم، لقوله عليه الصلاة والسلام: «كونوا على مشاعركم هذه، فإنكم اليوم على إرث من إرث إبراهيم» (صحيح الجامع [4586]) ونحن نتخذ من مقام إبراهيم مصلى كما أمرنا ربنا سبحانه وتعالى. ولم يأمر الله نبيه باتباع أحد من الأنبياء غيره لقوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [النحل من الآية:123]. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب إبراهيم حباً شديداً حتى سمى ولده باسمه لقوله: «إنه ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم» (صحيح مسلم [2135]). ويجل إبراهيم عليه السلام ويعظمه، ولما جاءه رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا خير البرية -يعني الخليقة-" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك إبراهيم عليه السلام» (صحيح مسلم [2369]) وقد قال هذا تواضعاً واحترامًا لإبراهيم صلى الله عليه وسلم لخلته وأبوته. وكان نبينا عليه الصلاة والسلام يشبهه في خلقته يقول عليه الصلاة والسلام في حديث الإسراء: «وإذا إبراهيم عليه السلام قائمُ يصلي، أشبه الناس به صاحبكم -يعني نفسه-» (صحيح مسلم [172]). ومن فضائله أيضاً: أنه أول الناس ضيف الضيف. وأول الناس اختتن على رأس ثمانين سنة بالقدوم. وأول الناس قص الشارب. وأول الناس رأى الشيب، فقال: "يا رب ما هذا؟" فقال الله تبارك وتعالى: "وقارُ يا إبراهيم"، فقال: "يا رب زدني وقاراً". .
إقرأ المزيد