كتاب التحفة البهيجة في مناقب أم المؤمنين خديجة PDF منصور محمد فهد الشريدة : خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية (68 ق.هـ - 3 ق.هـ/ 556م - 619م)؛ أم المؤمنين وأولى زوجات الرسول محمد وأم كل أولاده ما عدا ولده إبراهيم، عاشت خديجة مع النبي فترة ما قبل البعثة، وكانت تستشعر نبوة زوجها، فكانت تعتني ببيتها وأولادها، وتسير قوافلها التجارية، وتوفر للنبي مَؤُونته في خلوته عندما كان يَعتَكف ويَتعَبد في غار حراء، وعندما أنزل الله وحيه على النبي كانت خديجة أول من صدقته فيما حَدّث، وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي بَشَّره بأنه نبي الأُمّة، فكانت أول من آمن بالنبي من الرجال والنساء، وأول من توضأ وصلّى، وظلت بعد ذلك صابرة مُصابرة مع الرسول في تكذيب قريش وبطشها بالمسلمين، حتى وقع حصار قريش على بني هاشم وبني المطلب في شِعب أبي طالب، فالتحقت بزوجها في الشِعب، وعانت ما عاناه بنو هاشم من جوع ومرض مدة ثلاث سنين، وبعد أن فُك الحصار عن الرسول ومن معه مرضت خديجة، وما لبثت أن توفيت بعد وفاة عم النبي أبي طالب بن عبد المطلب بثلاثة أيام وقيل بأكثر من ذلك، في شهر رمضان قبل هجرة الرسول بثلاث سنين عام 619م وعمرها خمس وستون سنة، وكان مقامها مع الرسول بعدما تزوجها أربعاً وعشرين سنة وستة أشهر، ودفنها الرسول بالحجون (مقبرة المعلاة). تحظى خديجة بنت خويلد بمكانة كبيرة ومنزلة عظيمة عند جميع الطوائف الإسلامية، فقد روى أبو هريرة: «قال رسول الله: خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وابنة مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد»، وأتى جبرائيل إلى النبي مرة فقال: «يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها عزّ وجل ومنّي، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نَصَب». نسبها شجرة نسب خديجة والتقاؤه بنسب النبي وباقي أمهات المؤمنين. هي: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، يلتقي نسبها بنسب الرسول في قصي بن كلاب. أبوها: خويلد بن أسد، كان سيدًا من سادات قريش، يروى أنه وقف وواجه آخر التبابعة ملوك اليمن، وحال بينه وبين أخذه للحجر الأسود، كما كان ضمن الوفد الذي أرسلته قريش إلى اليمن لتهنئة سيف بن ذي يزن عندما انتصر على الأحباش وطردهم من اليمن بعد عام الفيل بسنتين. أُمها: فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وجدتها هالة بنت عبد مناف بن قصي بن كلاب. إخوتها وخواتها: وهم: عدي بن خويلد: وكان خويلد به يكنى، وانقرض ولده. العوام بن خويلد: قتله مرّة بن متعب الثقفي في حرب الفجار. نوفل بن خويلد: كان نوفل شديدًا علي المسلمين، وقتل يوم بدر كافرًا. حزام بن خويلد: وهو والد حزام بن خويلد، قتل حزام في الفِجَار الآخر. عمرو بن خويلد: يقال هو الذي زوج خديجة من النبي محمد. هالة بنت خويلد: هي والدة الصحابي أبي العاص بن الربيع. رقيقة بنت خويلد: وهي والدة أميمة بنت رقيقة. خالدة بنت خويلد: كانت عند علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة الثقفي. الطاهرة بنت خويلد: ذكرها ابن حجر العسقلاني في قسم من ذُكِرَ لها صحبة وقال: «الطاهرة بنت خويلد أخت خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها الزبير بن بكار». أعمامها وعماتها: أعمامها عمرو بن أسد كان بعد وفاة أبيها يوم حرب الفجار زعيم قومه، ونوفل بن أسد (والد ورقة بن نوفل)، والحارث بن أسد (جد أبو البختري بن هاشم وعمرو بن أمية بن الحارث)، والحويرث بن أسد، والمطلب بن أسد (والد الأسود بن المطلب وأبو حبيش بن المطلب)، وعثمان بن أسد (جد الحويرث بن عباد بن عثمان)، وعمّاتها أم حبيب بنت أسد (والدة برة بنت عبد العزى جدة النبي محمد لأمه)، وأرنب بنت أسد. سيرتها قبل الإسلام ولدت خديجة بنت خويلد في مكة قبل ولادة الرسول محمد بخمسة عشر عامًا، أي على وجه التقريب ولدت في عام 556م، نشأت وترعرعت في بيت جَاهٍ ووجاهة وإيمان وطهارة سلوك، حتى سميت بالطاهرة وعرفت بهذا اللقب قبل الإسلام، وكانت كثيرًا ما تتردد على ابن عمها ورقة بن نوفل تعرض عليه مناماتها، وكل ما يمر بها من إحساس ورؤيا تراها، أو هاجس تحس به. زواجها يوجد اختلاف بين الطوائف الإسلامية حول زواج خديجة، فذهب أهل السنة إلى أن خديجة كانت قد تزوجت قبل زواجها من النبي مرتين فيكون النبي هو الزوج الثالث لها، بينما عارض ذلك الشيعة وذهبوا إلى كون الرسول محمد هو أول زوج لخديجة وأنها زوجته البكر الأولى. عند السنة ما إن بلغت خديجة سن الزواج حتى أصبحت محط أنظار شباب قريش وأشراف العرب، فقد كانت فتاة راجحة العقل كريمة الأصل ومن أعرق بيوت قريش نسبًا، فتزوجها أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي، وعاشت معه مدة ليست بالطويلة، ورزقت منه بولدين هما: هند وهالة، ثم تُوفي تاركًا لها ثروة ضخمة، ثم تزوجت من بعده بعتيق بن عائذ المخزومي، ثم طلقها وقيل: بل تُوفِّي عنها بعد أن رزقت منه ببنت اسمها هند، قال الإمام الذهبي: «كانت خديجة أولًا تحت أبي هالة بن زُرارة التميمي، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عابد بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، ثم بعده النبي، فبنى بها وله خمس وعشرون سنة، وكانت أسنّ منه بخمس عشرة سنة»، وقال البلاذري: «وكانت خديجة قبل رسول الله عند أبي هالة هند بن النباش بن زُرارة الأسيدي من تميم، فولدت له هند بن أبي هالة سمي باسم أبيه، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فطلقها فتزوّجها النبي، وكانت مسماة لورقة بن نوفل، فآثر الله عز وجل بها نبيه». ويمثل كتاب حياة أم المؤمنين خديجة عليها السلام أهمية خاصة لدى باحثي التراجم والأعلام؛ حيث يندرج كتاب حياة أم المؤمنين خديجة عليها السلام ضمن نطاق مؤلفات التراجم وما يرتبط بها من فروع الفكر الاجتماعي والثقافة. .
إقرأ المزيد