كتاب الإكمال في رفع الإرتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب PDF علي بن هبة الله بن جعفر بن ماكولا : 1963م - 1443هـ قال الأمير الأجل الحافظ أبو نصر علي ابن الوزير الأجل أبي القاسم هبة الله بن علي بن جعفر رحمه الله: الحمد لله رب العالمين وصلواته على أكرم المرسلين محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين وأزواجه المنزهات من الرجس أمهات المؤمنين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد ذلك فإني لما نظرت في كتاب أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الذي سماه تكملة المؤتلف والمختلف لكتاب أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني في المؤتلف والمختلف, ولكتابي عبد الغني بن سعيد الأزدي في المؤتلف والمختلف, ومشتبه النسبة1 وجدته قد أخل بأشياء كثيرة لم يذكرها, وكرر أشياء قد ذكراها2 أو أحدهما ونسبهما إلى الغلط في أشياء لم يغلطها فيها وترك أغلاطا لهما لم ينبه عليها ووهم في أشياء مما استدركه سطرها3 على الغلط. فآثرت أن أعمل في هذا الفن كتابا جامعا لما في كتبهم وما شذ عنها وأسقط ما لا يقع الإشكال فيه مما ذكروه وأذكر ما وهم فهي أحدهم على الصحة وما اختلفوا فيه وكان لكل قول وجه ذكرته. فبدأت به محتسبا بعمله وراجيا الثواب بتلخيصه إذ كان أكبر عون لطالب العلم على معرفة ما يشتبه عليه من الأسماء والأنساب والألقاب التي يحتاج إلى قراءتها وكتابتها ورتبه على حروف المعجم وجعلت كل حرف أيضا على حروف المعجم وبدأت في كل باب بذكر من اسمه موافق لترجمته ثم بمن كنيته كذلك ثم أتبعته بذكر الآباء والأجداد وقدمت في كل صنف الصحابة وأتبعتهم بالتابعين وتابعيهم إن كانوا في ذلك الباب وإلا الأقدم فالأقدم من الرواة ثم جعلت بعد ذكر من له رواية الشعراء والأمراء والأشراف في الإسلام والجاهلية وكل من له ذكر في خبر من الرجال والنساء وختمت كل حرف بمشتبه النسبة منه ليقرب إدراك ما يطلب فيه ويسهل على مبتغيه ولو كنت قد ذكرت ما في كتبهم وحدها ولم أهذب أغلاطها وأسقط ما لا يحتاج إليه منها ولم أضف إلى ذلك شيئا لكنت قد قربت طريقا شاسعا وأزلت عناء كثيرا فكيف وقد أضفت إلى ما ذكروا شيئا كثيرا لم يوردوه وحققت أشياء كانت مضطربة في كتبهم وأصلحت أوهاما ظاهرة قد سطرت فيها على السهو ولست أدعي التقدم عليهم في هذا الفن ولا المساواة لهم فيه ولا المقاربة, وإنما أدعي أني تتبعت هذا الفن أو في مما تتبعوه, وصرفت إليه اهتمامي أكثر مما صرفوه, وتركت التأول الضعيف الذي أجعله طريقا إلى تغليط أئمة هذا الشأن الذين بأقوالهم نقتدي ولآثارهم نقتفي, ولأني كفيت مؤنة التتبع لما أودعوه كتبهم فخف عني أكثر الثقل وسقط عني أعظم العناء وأنا أرغب إلى الله تعالى أن يمدني بالعون والتوفيق وأن يهديني لأحب الطريق ويحرسنى من السهو والخطا والزلل, وما ذلك عليه بعزيز. .
إقرأ المزيد