كتاب الحوار القرآني في ضوء سورة الأنعام دراسة موضوعية PDF إبراهيم ناجي : 2007م - 1443هـ الحوار : سبيل الإقناع ، ومفتاح القلوب ، وأسلوب التواصل والتفاهم ، ووسيلة التعارف والتآلف ، ومنهج الدعوة والإصلاح ، ومسلك التربية والتعليم ، ومجمَعُ التقارب والالتقاء ، وسَنَنُ الأنبياءِ عليهم السلام ، مع أقوامهم لإقامة الحجج ودفع الشُّبه . هذا وقد وُجِّهتْ إليَّ دعوةٌ كريمةٌ للمشاركة في مؤتمر " الحوار مع الآخر في الفكر الإسلامي " ، بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية ، فاستخرتُ الله تعالى في المشاركة بهذا المؤتمر ، بموضوعٍ حول " الحوار القرآني في ضوء سورة الأنعام " ، تلك السورة العظيمة التي نزلت جملةً كما ورد في بعض الأحاديث والآثار التي ترقى لدرجة الحسن ؛ والحكمة في ذلك ما اشتملت عليه وما رمت إليه من إقامة الحجج الساطعة والبراهين القاطعة ودحض شبهات المخالفين وتصحيح المفاهيم والدعوة إلى النظر والتفكر ونبذ التقليد الأعمى والتعصب المقيت والتحرر من الأهواء . فهي أصلٌ في محاجة جميعِ الكفارِ ، وكشف ما هم عليه من ضلالٍ وتفنيد شبهاتهم ، وبيان العقيدة الصحيحة وإثباتها بالأدلةِ والبراهين ، فالسورة الكريمة زادٌ للدعاةِ ومنهجٌ للمحاورِين . قال الإمام البقاعي : " وهي كلُّها في حجاج المشركين وغيرهم من المبتدعة والقدرية وأهل الملل الزائغة ، وعليها مبنى أصول الدين لاشتمالها على التوحيد والعدل والنبوة والمعاد وإبطال مذاهب الملحدين .... " . وقال صاحب الأساس : " إن السورة حوار شامل مع الكافرين في كل الاتجاهات الرئيسية للكفر سواء كانت نظرية ، أو كانت عملية ، ولذلك فإن على الداعية إلى الله أن يتملَّى حُججها ويعرف كيف يقرع بها " . فالسورة الكريمة تدور حول إقامة الحجَّة على الكفار بنقض عقائدهم الباطلة وإثبات العقيدة الصحيحة بالأدلة القاطعة ، والبراهين الساطعة والحجج المتنوعة ، وهذه السورة الكريمة : " هي أجمعُ سور القرآن لأحوال العرب في الجاهلية وأشدُّها مقارعةً لهم واحتجاجا على سفاهتهم " . .
إقرأ المزيد