كتاب مرآة تبحث عن وجه PDF رشاد حسن : حسناً .. ليسَ هذا ماكنت أود أن أفعله ، لقد فعلته الحياة فيني هيَ من جعلت مني طفلاً يشيخ ، هي التي تكبر و تعكس عُمرها الكبير علي، حتّى نبت على حزني تجاعيد! قالت لي أمي في طفولة لا أذكرها: " حذار يا ولدي أن تُصبح كبيراً فأول ماينتجه عمركَ الأخّاذ في طريقة ليكبر هو: فقدُك!" و أخذت تحدثني عن الأصدقاء الغائبين، أولئك الذين كبروا ثم تركونا وحيدين، أولئك الذين لا يتذكرون حتى ملامح طفولتنا... حذارِ أن تكون مثلهم! و لأني فارغ جداً، ألوكُ الانتظار بأصابعي، و أتسكعُ وحيداً على قارعة الطريق.. وجدُتني هكذا، أنمو دون علمي لأصبح كبيراً، أمارس الكتابة كى أستردّ طفولتي، و أردد الأسماء التي حفظتها مُذ كنت اتمتم، و أُحاول أن أقطع بسكين غيابهم طرف ذاكرتي.
إقرأ المزيد