كتاب خريدة القصر وجريدة العصر الجزء الثامن PDF تقي الدين المقريزي : 1999م - 1443هـ على الرغم من أن نقاد المجالس لم يفصحوا عن نظرتهم في صورة منسقة تجاه قضايا نقد الشعر في القرنين لخامس والسادس الهجريين بالأندلس لاسيما في نقدهم الذاتي، فإنه أمكن التقاطها من بين تعليقاتهم، فقد أضفوا عليها من التحليل والتعليل ما يسفر عن موضوعيتهم نحو تلك القضايا في كثير من الأحيان. 4- ورد عدد من قضايا نقد الشعر بصورة بارزة في المجالس الأدبية وورودها بهذا الحجم يعكس اهتمام نقاد المجالس بها وهذه القضايا كان منها ما يرتبط بالمبدع , ومنها ما له صلة وثيقة بالنص الشعري , كما كان منها ما يعكس السياق الثقافي الخاص بالأندلس. 5- يتمثل جوهر قضية الإبداع الفني بالمجالس الأدبية في مقياسين, هذان المقياسان يعكسان إلى حد كبير مدى مفهومهم لها, وهما قدرة الشاعر على البديهة والارتجال, وقدرته على المعارضة. 6- كانت البدائه بأنواعها المختلفة علامة فارقة تشير إلى الإبداع الفني في المجالس الأدبية, وما وجدناه من ورود لها قبل القرنين الخامس والسادس الهجريين بالأندلس ثم غزارة لمادتها بصور مختلفة في جنبات تلك المجالس في هذين القرنين، ما هو إلا تأكيد على دورها البارز في كشف النقاد عن جانب الإبداع عند الشعراء. 7- حاول شعراء الأندلس التدليل على ما تختزن قريحتهم الشعرية من إبداع فني بداخلها من خلال معارضاتهم لبعض الأشعار الجيدة في المجالس الأدبية بالأندلس, وقد وجدنا أكثر من شاعر منهم يعارض غير واحد من مشاهير المشارقة, أو يحاول ذلك, في خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين بالأندلس , كما وجدنا أنها وجدت قبل هذين القرنين, ووجودها هذا يؤكد أنها علامة على الإبداع الفني للشاعر منذ القدم. 8- وجود هذين المعيارين- القدرة على البديهة والارتجال والقدرة على المعارضة - في المجالس الأدبية قبل القرنين الخامس والسادس الهجريين, إنما يعني أنهما دليل على الإبداع الفني عند نقادها, ثم انتشارهما بصورة ملحوظة في هذين القرنين يشير إلى تبني نقاد تلك المجالس لهذه الرؤية واعتناقهم لها. 9- قدَّر نقاد المجالس الشعر المطبوع واستحسنوا نظم الشعراء ذوي المواهب الطيعة, كما اتخذوا من شعر البديهة والارتجال دلالة على مدى جودة طبع الشاعر, وإن كان هذا لا يعني تقديرهم للشاعر صاحب الروية الجيدة الذي يهتم بتنقيح شعره وتشذيبه, بل على العكس فقد قدروه واستحسنوا إجادته فيها, وفي المقابل رفضوا ما وجدوه من إسراف في صنعة الشعر لأنه يؤدي إلى ثقل, تذمه النفس وتنبذه. 10- وجدنا نقاد المجالس قد نقدوا عدة فنيات وردت بنظم الشعراء في مجالسهم, منها ما يرتبط بأسلوب شاعر ما في صياغة بعض نظمه, ومنها ما يختص بغير لون من ألوان البديع, كما أن منها ما يتعلق ببعض التصاوير, ولا شك أن هذا النقد يوضح مدى طبع الشاعر أو تكلفه. 11- إننا نكاد لا نعثر على نقد يتعلق بأسلوب شاعر في صياغة نظمه وكذا أى نقد يرتبط بأي لون من الألوان المتعددة للبديع في المجالس الأدبية قبل القرنين الخامس والسادس الهجريين بالأندلس- والتمسنا سبب ذلك - أما النقد الذي وجه إلى التصوير فقد وجد في بعض تلك المجالس قبل هذين القرنين. 12 - استنكر نقاد المجالس التزيد عن الحد في وصف الشيء وتجاوز الرسوم المقررة له عند مبالغته. كما رأوا إمكانية فصل قول الشاعر عن فعله إذ ليس بالضرورة كل ما يقوله الشاعر يكون قد فعله , وبرروا قوله لأسباب متباينة منها أن يعن نظم الشعر عليه فينظم دون الفعل والمعارضة وتسويل النفس المغرورة للشاعر له من آمال وغيرها. خريدة القصر وجريدة العصر هو كتاب أدبي يقع في 21 مجلدًا، ترجم فيه مؤلفه عماد الدين الأصفهاني لشعراء عدة في القرنين الخامس والسادس الهجريين. عماد الدين الكاتب (1125 - 20 يونيو 1201)م (519 هـ - 13 رمضان 597 هـ) مؤرخ وأديب وشاعر عاصر الدولة النورية والأيوبية ودون أحداثهما توفي في دمشق عام 1201. استيحاء فكرة الكتاب: ذيل عماد الدين الأصفهاني كتابه، كما يقول ابن خلكان على كتاب زينة الدهر لأبي المعالي الحظيري، الذي وضع كتابه ذيلا على دمية القصر للباخرزي، والتي هي ذيل يتيمة الدهر للثعالبي. واليتيمة ذيل على كتاب البارع لهارون بن علي المنجم. هدف الكتاب: جمع العماد في الخريدة كما يقول، طبقته وطبقة آبائه وأعمامه (السالف الماضي والحاضر النامي). ولم يقتصر فيه على قطر من الأقطار. وكان باعثه على تأليفه: جمع ما مُدِحَ به عمُّه أبو النصر أحمد بن حامد الأصفهاني، وتخليد مادحيه من الشعراء، إلا أنه تجاوز هذا الباعث ليشمل عمله تراجم شعراء القرنين الخامس والسادس الهجريين. طبعة الكتاب: طبعت أقسام من الكتاب، في فترات متباعدة، من جهات مختلفة، حيث اعتنى كل من المصريين والشاميين والعراقيين والإيرانيين بإخراج القسم المخصص لشعراء بلدانهم من كتاب الخريدة. فنشر القسم المصري منه سنة 1951م بعناية أحمد أمين ود. شوقي ضيف ود. إحسان عباس. نشر القسم العراقي سنة 1955م بعناية محمد بهجت الأثري، عدا الجزء المتعلق بشعراء نجد، الذي صدر مؤخراً في جزء مستقل في بغداد. نشر القسم الشامي والحجازي واليمني والعجمي بتحقيق الأستاذ شكري فيصل في أربعة أجزاء سنة 1955م فما بعد نشر القسم المغربي (تونس، والجزائر، والمغرب الأقصى، وصقلية والأندلس) منذ سنة 1967م بعناية المرزوقي والعروسي والجيلاتي. آخر ما نشر منه قسم شعراء فارس في ثلاث مجلدات، في طهران عام 2000م، بتحقيق د.عدنان محمد آل طعمة . نسخه القديمة: ولكتاب الخريدة نسخ في عدة مكتبات في العالم، إلا أن واحدة منها لم تخل من النقص، وتعتبر نسخة المكتبة الوطنية بباريس أكمل هذه النسخ، ويتصدر القسم الرابع تعريف به، باللغة اللاتينية، كتب سنة 1732م بقلم (جوزيف أسكاري) وعلى النسخة تملكات، أقدمها: سنة 976هـ وللخريدة ذيل مطبوع، من تأليف العماد أيضاً سماه (السيل والذيل) قال ابن خلكان، في ترجمة يحيى بن نزار: (فلما كان في أوائل سنة 672هـ وقفت بالقاهرة المحروسة على مجلد من كتاب (السيل والذيل) ...إلخ). .
إقرأ المزيد