كتاب المنظار الخداع PDF ابراهيم عزوز : في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان ، اشتد البرد وانقطع م المطر وجف النبات ؛ فقال التاجر في نفسه : الحيوانات ستموت من الجوع! فوضعها في سفينة كبيرة ، وسافر بها إلى بلد أخر، وكان لدى التاجر منظار كبير، يقرب إليه كل بعيد ، وكان ينظر فيه كل يوم ليرى شاطئ البلاد التي يريدها . وفي أحد الأيام ترك التاجر المنظار، وذهب ليرى البحر فأمسكت الحيوانات بالمنظار لتنظر فيه مثل التاجر، أخذ الدب المنظار ووضعه على فمه بدل أن يضعه على عينيه ! وقف الكنغرخلف الدب ينتظر دوره ، وجاء دور الزرافة؛ فلم تستطع الإمساك بالمنظار بيدها ، فوضع الدب المنظار على عينيها . ولما أتى القرد أخذه ووضعه على رأسه ، فلم ير شيئاً ووضعه على ذيله وظهره فلم ير شيئاً أيضا ، حتى ضحكت الحيوانات على القرد؛ فجلس حزيناً ! ولكن الكنغر أشفق عليه فأمسك المنظار ووضعه على عينيه ،ورأى القرد بالمنظار شجرة موز قريبة ، فقال : الموز قريب، سأقفز وأخذ موزة قبل أن يحضر الدب والكنغر والزرافة . قفز القرد وهو لا يعرف السباحة ؛ فصاح : أنقذوني ! فسمعه الدب فأسرع إلى التاجر ، وكان التاجر يحب القرد ؛ لأنه لطيف ، فجره إلى حافة السفينة ، فوجد القرد في الماء ورأى المنظار في عنقه ، فعرف السبب ، وضحك كثيراً ، وشد القرد إليه بالحبل ، وأخذ التاجر المنظار من القرد فقال: يا خبيث يا طماع ! تريد أكل الموز وحدك ! ضحكت الزرافة وضحك الدب وضحك الكنغر وجلس القرد والخجل على وجهه مما قام به . .
إقرأ المزيد