كتاب لمع حافلة بذكر الفقه والتفقه والفقهاء فى الصحابة والتابعين PDF عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر : نبذة عن الكتاب: إنَّ مطالعةَ هذا التراث الفقهي الضخم وتأمُّلَ مدى تماسكه واكتمالِ أركانه = لَيملي للناظر كيف أن الله تعالى حفظ هذا الدين بأولئك الفقهاء الذي دوَّنوا ذلك التراث، فمذ أصَّل الفقهاء الأوائل أصولَ الاستنباط والعلماءُ يستنطقون نصوص الوحيين لإبراز مقاصدها واستخراج أحكامها، وقد نهض بهذا الفقه كثير من الأئمة، غير أنَّ الظهور كان لأربعة منهم، أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، (ووقف التقليد في الأمصار عند هؤلاء الأربعة و دَرَسَ المقلدون لمن سواهم)[1]، وطفق أصحاب كل مذهب يعتنون بمذهب إمامهم تأصيلًا وتفريعًا واستدلالًا، ما سبب ثراءً فقهيًّا يشهد بعلوِّه القاصي والداني، وليس ذلكم بمقدور كل أحد، ولكنه للخلَّص من فقهاء المذاهب، وهم وإن لم يبلغ كثيرٌ منهم مرتبة الاجتهاد التي نالها أئمتهم لكن ذلك لم يحجزهم عن توليد المسائل وإلحاق المسائل بفقه إمامهم، ويقرِّب ذلك أن (الفقيهَ المستقلَّ بمذهب إمام أقدرُ على الإلحاق بأصول المذهب الذي حواه من المجتهد في محاولته الإلحاقَ بأصول الشريعة، فإن الإمامَ المقلَّدَ المقدَّمَ بَذَلَ كُنْهَ مجهوده في الضبط ووضع الكتابَ بتبويب الأبواب وتمهيد مسالك القياس والأسباب، والمجتهدُ الذي يبغي ردَّ الأمرِ إلى أصل الشرع لا يُصادِفُ فيه من التمهيد والتقعيد ما يجده ناقلُ المذهب في أصل المذهب المهذَّب المفرَّع المرتَّب) ولما كان الأمر كذلك لم تعسر عليهم المساهمة في تقييد المسائل وتسجيل الأحكام للنوازل. وفي سبيل ذلك ما زال أئمة كل مذهب ينصرون قول إمامهم ويقررونه بالأدلة، وربما جنح بعضهم عن القصدِ فآل إلى التمسك بالضعيف من مآخذ الفقه، سواء كان الضعفُ في الدليلِ نفسِه أو مدلولِه، ولكنَّ الطريقةَ الغالبة على الفقهاء لم تكن على هذه الشاكلة، فما زال بعضهم يرد على بعض، فإما أن يرجع بعضهم عن قوله أو يقرره باعتدال وتوسُّطٍ حسب اجتهاده وما ترجَّح لديه لا لمجرد التصلب على فقه إمامه، وأمارةُ ذلك تنصُّله في بعض المسائل إلى مذاهب أخر مما يدل على رحابةٍ في التلقي والنظر. .
إقرأ المزيد