كتاب لماذا يخافون الإسلام؟ للعودة PDF مدرس ياضيات : الإسلام دین مكتمل مكتفٍ بذاته، لا یحتاج إلى استیراد أي قیم أو تشریعات من خارجه، فهو یمتلك تشریعات وتوجیهات تبدأ من الأمور الشخصیة البسیطة وتصل إلى الشؤون السیاسیة العامة، إنك تعجب عندما تجد أن الإسلام قد تناول آداب الطعام والشراب والنوم ودخول الخلاء، وتناول كذلك تشریعات تتعلق “بالأحوال الشخصیة” من زواج وطلاق ومیراث، ثم تناول تشریعات أخرى في السیاسة والاقتصاد والحروب وسائر المجالات العامة، تناول كل هذا بتفاصیل كاملة مكتملة تصل إلى أدق الأمور! هذا الاكتمال العجیب یُعطي المسلم استقلالیة ویكسبه صلابة فكریة یصعب معها اختراقه بأفكار مشبوهة، لأنه بالفعل لا یحتاج إلى شيء من خارج الإسلام فكل شيء، بمعنى كل شيء، موجود في الإسلام على أكمل وأتم وجه، وهذا الذي جعل المسلمین یمتلكون بالفعل على مر التاریخ مناعة أمام هجمات المحرفین وصولات المبطلین. هذا الاكتمال بالطبع لا یروق لأعدائنا في النظام الدولي لأنه یجعل من الإسلام بدیلًا حضاریًا محتملًا لحضارتهم القائمة الیوم، فهو یطرح بدائل جاهزة لكل ما هو موجود الآن، بل هو كان “الأصل” في وقت من الأوقات، إنه لیس دین عبادات فقط داخل المساجد، ولو كان كذلك لما خافوا منه! ولذلك فقد حركوا طابورهم الخامس وأتباعهم في بلادننا لیشككوا الشعوب في هذا الاكتمال ویشوهوه في أذهانهم، وهو ما یمكن تسمیته اختصارًا: (الحرب على الشریعة) وغرضهم من هذا التشویه والتشكیك هو إیجاد فراغات في عقول المسلمین یتسللون من خلالها بأفكارهم وتشریعاتهم التي تحقق مصالحهم، وقد ساعدهم في ذلك أیضًا أفعال من رفعوا شعار هذه الشریعة بفهم مغلوط وخطاب منفر وعرض مشوّه لا یتفق بتاتًا مع هذه الشریعة المكتملة ولا مقاصدها! وقد حوّل أعداؤنا وأذنابهم هذا الاكتمال إلى مادة للاستهزاء والسخریة كنوع من تشكیك الشعوب في شریعتهم، كالسخریة من التشریعات الدقیقة مثل (النهي عن الأكل بالیسار). وهم لا یدرون أن هذه التشریعات التفصیلیة البسیطة دلالة على اكتمال الإسلام وأنه لم یترك شیئًا لم یوجّه فیه المسلمین وهذا مما نفتخر به، وقد قال تعالى: (الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِیتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِینًا). وقد لاحظ غیرُ المسلمین هذا الاكتمال منذ القدم حتى قال یهودي لسلمان الفارسي القول المشهور: “قد علمكم نبیكم كل شيء حتى الخراءة!” فأكد سلمان قوله وقال: “أجل، لقد نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِغَائِطٍ، أَوْ بَوْلٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِالْیَمِینِ، أَوْ نَسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلاثَةِ أَحْجَارٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِرَجِیعٍ أَوْ بِعَظْمٍ”.... إن الأسباب كثرة حول هذا الموضوع الهام جدا، وهذا الكتاب يبحث في هذه الأسباب بكل حيادية وموضوعية.. فهذه محاضرة للشيخ العودة من سبعة عناصر: هل الغرب علماني، حكم القرآن، حرب أم سلام، المسلمون في العقلية الغربية، شهادات، المخاوف من الإسلام، والكافرون هم الظالمون.. يناقش فيها هذه لاالأسباب والعوامل في خوف الآخرين من الاسلام.. .
إقرأ المزيد