كتاب أسماء الملائكة والأصنام والملابس والألوان والأوزان في القرآن PDF محمد المختار السوسي : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، قال تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران 102) ، وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (النساء 1) ، َيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب 70 , 71) أما بعد بفضل من الله عز وجل فقد انتهيت من الجزء الأول من سلسلة الأسماء وكان بعنوان (الأسماء البشرية في القرآن) وقد تم طبعة في دار الشريف لأكثر من مرة وهذا فضل الله، ثم صدر الجزء الثاني وكان بعنوان (أسماء الحيوان في القرآن) وقد تم طبعة في دار القاسم وهذا فضل الله وكلاهما منشور بالإنترنت، وكانت النية أن يكون الجزء الثالث بعنوان (أسماء النبات في القرآن) وقد بدأت بجمع بعض الكتب والمراجع ووضعت خطة مبدئية للبحث ولكن الهمة ضعفت والمشاغل كثرت وتراكمت فكانت سببا في عدم البدء بالبحث، ودام هذا لسنوات عدة حتى أنني نسيت الفكرة وتلاشت، وبما أنني من محبي الإنترنت والبحث والغوص فيه وقعت على كتابات متفرقة هنا وهناك تتكلم بنظام الإشارة إلى الأسماء في القرآن فحفظت تلك المتناثرات ونسيت كتابها، ودام الحال لفترة من الزمن، وها أنا قد عدت والعود أحمد والحمد لله أولا وآخرا 0 كتاب الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام: ... { التوحيد والأحكام والقصص } فهو خير الكتب التي أنزلت , وهو الباقي إلى أن تقوم الساعة , قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (سورة الحجر 9) فهو محفوظ بحفظ الله له، وقد اخترت القسم الثالث , وهو القصص في القرآن متتبعاً جميع الأسماء الواردة فيه، فصدر الجزء الأول عن أسماء البشر والجزء الثاني 'ن أسماء الحيوان، والآن بصدد الجزء الثالث وهو يحتوي على أسماء (أسماء الملائكة والأصنام والملابس والألوان والأوزان في القرآن) ، أكتب حولها ما تيسر لي من معلومات، وقد بذلت ما في وسعي ولم آلو جهداً ما استطعت إلى ذلك سبيلا في جمع المعلومات , بل لقد تتبعت جميع الأسماء الواردة في القرآن وما كتب حولها مما تيسر لي من معلومات وليس بالضرورة شمولية هذه المعلومات لقصور علمي وقلة حيلتي والله المستعان 0 وها أنذا أضع بين يديك القسم الثالث من هذه السلسلة وهو (أسماء الملائكة والأصنام والملابس الألوان والأوزان في القرآن) 0 نداء لكل مطلع على هذا الكتاب أن يبعث لي بأي ملاحظة يلاحظها من زيادة أو نقص أو خلل يرد بين ثنايا هذا البحث وذلك من باب المناصحة في الدين , وتذكر قول الشافعي: تعمدني بنصحك بانفراد،،،،، وجنبني النصيحة في الجماعة فإن وجدت فيه خللاً فلا تبخل علي بالنصيحة حتى أتداركه مستقبلاً , ولا تنس قول الشاعر: وإن تجد عيباً فسد الخللا،،،،، قد جل من لا عيب فيه وعلا شاكراً ومقدراً لك إخلاصك،،،،،،، وصلى الله وسلم على نبينا محمد أولا: أسماء الملائكة في القرآن الكريم قال الأستاذ الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب: الملائكة أقسام كثيرة فمنهم الملائكة السماويون، ومنهم الأرضيون، ومنهم الصافون، والمسبحون، كما أن منهم المدبرون الذين يدبرون الأمر من السماء إلى الأرض على ما سبق به القضاء، وجرى به القلم الإلهي، وقد أشار الله تعالى إليهم في آيات كثيرة، قال تعالى (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) الصافات:165 - 166، وقال (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) النازعات 1 - 5، وقد روي في الأثر: إن ملائكة الله تعالى طوائف شتى: منهم الموكلون بتدبير الكائنات، ومنهم الموكل بقبض الأرواح، وفريق منهم يكتب الحسنات والسيئات، وآخر يقوم بتنمية النباتات، وقد غصت بهم صفحات السماء، ويؤيد ذلك ما رواه الإمام أحمد (20539) والترمذي (2312) وابن ماجة (4190) من حديث أبى ذر الغفاري رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السماء وحق لها أن تئطّ ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفراش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى) 0 الملائكة جميعهم عباد مكرمون، وهم ليسوا ذكوراً ولا إناثاً، ولا يأكلون، ولا يشربون، ولا ينامون، ولا يتناسلون، ولا يكتب لهم عمل، لأنهم هم الذين يكتبون أعمال العباد، فهم لا يحاسبون , إذ ليس لهم سيئات يسألون عنها، فلقد عصمهم الله تعالى 0 ولا يعرف عدد الملائكة إلا الله (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) المدثر:31، وهم من الكثرة الهائلة بقدر ما يقومون به من أعمال جليلة وكثيرة لا حصر لها: من عبادة وتسبيح وتهليل وتحميد واستغفار وتمجيد، فضلا عما يكلفون به من تنفيذ أوامر الخالق جل وعلا في الحفاظ على مخلوقاته، ومعاونة الإنسان في الأرض، وتسهيل قضاء الله فيما أبدعه من أكوان، وتصريف شئون السماء والأرض وفق حكمته وما قضت به مشيئته (وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) 0 ولفظ الملائكة تكرر في القرآن الكريم أكثر من سبعين مرة ويتبين مما سبق أن من وظائفهم: 1 - التسبيح والتقديس والطاعة التامة لخالقهم عز وجل الدليل قال تعالى وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ 0 2 - تحية المؤمنين وتعذيب الكافرين قال تعالى (وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (23 - 24 الرعد) ، وقوله تعالى (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) (المدثر 26 - 31) 0 3 - تبليغ ما يأمرهم الله بتبليغه 0 .
إقرأ المزيد