كتاب التاريخ الإسلامي السيرة PDF فاعل خير : السيرة النبوية يقصد بها سيرة النبي محمد، وهو العلم المختص بجمع ما ورد من وقائع حياة الرسول محمد وصفاته الخُلقية والخَلقية، مضافًا إليها غزواته وسراياه. النطاق الزماني تشمل السيرة النبوية في نطاقها الزماني من ولادة النبي محمد عام الفيل حتى وفاته في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، وهي في مجملها ثلاث وستون سنة، وهي بالميلادي ( 571 – 632 م ). النطاق المكاني ولد النبي محمد في مكة وبها عاش أكثر سنين حياته، فيها نزل عليه الوحي وهو في الأربعين من العمر، ولم يهاجر منها إلى المدينة المنورة إلا في الثالثة والخمسين من عمره، وفي المدينة عاش بقية حياته البالغة عشر سنين أو تزيد، وبالإضافة إلى مكة والمدينة فقد خرج النبي إلى الطائف مرتين قبل الهجرة النبوية وبعد فتح مكة، كما خرج إلى تبوك في أواخر حياته، وعلى هذا فيمكن اعتبار الحجاز بشكل عام هو النطاق المكاني لسيرته، وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار هذه الرقعة هي النطاق المكاني الأصغر للسيرة النبوية، أما النطاق الأكبر فهو شبه جزيرة العرب، إذ لم يلتحق النبي محمد بالرفيق الأعلى إلّا وقد دانت لدعوته بأكملها، وقدمت إليه وفودها، وبلغت نواحيها ولاته وعماله. تمتاز السيرة النبوية بعدة مزايا تبعث الثقة والطمأنينة بأحداثها، ووقائعها، ومنها : صحتها: تعدّ السيرة النبوية أصح سيرة لتاريخ نبي مرسل عرفته البشرية حتى يومنا هذا حيث وصلت إلينا أحداثها الثابتة من أصح الطرق، وأقواها ثبوتاً، وذلك لأن القرآن الكريم ذكر جانباً كبيراً ومهماً من أحداثها، ووقائعها، كسيرته في بعض غزواته، وعلاقاته مع أصحابه وبعض زوجاته، كما نقلت السنة جزءاً كبيراً من أحداثها، وحظيت بعناية فائقة من العلماء، لتمييز صحيحها من سقيمها، كما أن كُتّاب السيرة والمؤلفين فيها اعتمدوا الطريقة الموضوعية في تدوين أحداثها، وهي الطريقة العلمية في نقل الأخبار القائمة على دراسة الأسانيد والمتون ونقدها، ولم يقحموا تصوراتهم الفكرية، أو انطباعاتهم الشخصية، في شيء من وقائعها. وضوحها: وذلك لكونها عرضت سيرة الرسول ﷺ في جميع مراحلها، منذ زواج أبيه بأمه إلى وفاته ﷺ بشكل مفصّل ودقيق مقرونة بسنوات حدوثها، دون انقطاع أو غموض، فهو كما قال بعض النقاد الغربيين: "إن محمداً ﷺ هو الوحيد الذي ولد في ضوء الشمس". واقعيتها : بالرغم مما أكرم الله به نبيه ﷺ من المعجزات الباهرة، وحقق له من الانتصارات والنجاحات ما لم يحققه لغيره من البشر، فإن ذلك لم يخرجه عن بشريته وإنسانيته، أو تجعل حياته كالأساطير، ولم يحط بهالة من التقديس، تضفي عليه أوصاف الألوهية، بل كانت سيرته متوازنة في عرضها لحياته، فذكرت مواطن الثناء عليه، وذكرت مواطن العتاب له من الله تعالى . شمولها: تشمل سيرة النبي ﷺ كل النواحي الإنسانية، الفردية والجماعية، فهي تحكي الجوانب الاجتماعية من حياته؛ كزواجه، وعلاقاته بزوجاته وأهله، كما تتحدث عن الجوانب الشخصية؛ كيتمه، وشبابه، واستقامته وتجارته، وتتحدث عن جوانب دعوته وما كابده في سبيل تبليغها، وتتحدث عن الجوانب السياسية والإدارية، في سياسة أمته ورعاية مصالحها، وعن الجوانب العسكرية، وسيرته في أعدائه وعلاقاته بهم. بدأ الكاتب في هذا المؤلَف بالحديث عن رسالة النبى محمد بشكل عام و بأنها شاملة و مُتممة لكل دين سبقه، و أوضح خلال كتابه كيف أنّ الناس عاشوا في ظلام حتى ظهرت رسالة محمد لتنقلهم للنور، فمن حُرِم الحياة الكريمة لكونه فقير ذاقها عندما دخل الإسلام، بدأ في الحديث عن حياة محمد بأسلوب فيهِ من السلاسةِ الكثير من المعلومات التي قدمها هذا الكتاب؛ أنه في بداية دعوة الرسول عليه الصلاة و السلام أكثر من آمن به وجهاء قبائل قريش فليسوا من الأرقاء و الموالي، المستضعفين الذين أسلموا يقصد بهم؛ الذين لم تكن لديهم القدرة لمواجهة قريش فمثلاً أبو بكر وعثمان يعدّون من المستضعفين لأنهم خرجوا عن العُرف الجاهلي مع أنهم من سادةِ قريش، المؤاخاة؛ ليست فقط بين المهاجرين و الأنصار و إنما بين المُسلمين فالرسول آخى بينه وبين علي بن أبي طالب وكلاهمها من المهاجرين، و أما مواقف الصحابة مع النبى محمد فقد كان منها أفعالهم العظيمة في غزوةِ بدر؛ أبو عبيدة بن الجراح قتل أباه في سبيل الإسلام و عمر بن الخطاب قتل خاله العاص و أبو بكر أراد مُنازلة ابنه عبدالرحمن لكن عبدالرحمن يفرّ من وجه أبيه، لا تهمهم القرابة عند العقيدة. .
إقرأ المزيد