تحميل كتاب حجية المكاشفة PDF محمد بن احمد بن اسماعيل المقدم

كتاب حجية المكاشفة

حجية المكاشفة

نبذة عن كتاب حجية المكاشفة :

كتاب حجية المكاشفة PDF محمد بن احمد بن اسماعيل المقدم : فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد فقد روى أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن أبا بكر رضي الله عنه قال لعمر رضي الله عنه بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها، كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزورها فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: إني لأبكي أني لأعلم أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها رضي الله عنهم أجمعين. هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم وابن ماجه في سننه، وفي هذا الحديث معنى في غاية الأهمية بالنسبة لما كنا بصدده من مقارنة منهجين في شخص رجلين من أئمة هذه الأمة وعلمائها وهما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، والإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى. فقد انتهينا إلى الكلام الآن على الخلاف بين الرجلين في النظرة إلى مصادر التلقي والحجية، فلا شك أن الذي حمل الشيخين وأم أيمن رضي الله تعالى عنهم على البكاء، هو بكاؤهم على شيء فقدوه، خير انقطع عنهم هذا الخير هو العلم، الذي لم يطلب الله -سبحانه وتعالى- من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يسأله الاستزادة إلا من العلم، فقال تبارك وتعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}، وعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الوحي، فهم بكوا لانقطاع هذا الوحي ولو كان هناك بديل، لو كان هناك طريقة أخرى بديلة لتلقي هذا العلم لما بكوا جميعًا رضي الله تعالى عنهم لانقطاع الوحي من السماء، فيستحيل أن يكون بكاؤهم على شيء لم يفقدوه، إنما يكون على ما فقدوه. هذا الحديث أو هذا المعنى الذي نأخذه من هذا الحديث هو محور حديثنا هذا المساء حول حجية المكاشفة، أو الكشف الذي له منزلة عظمى عند الصوفية ولأهل السنة والجماعة وعلمائهم موقف دقيق من هذه المسألة فالمكاشفة عبارة عن إلهام يقع بالمعاينة كما سنبين. .

إقرأ المزيد