كتاب جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين PDF محمد بن عيسى الترمذي ابو عيسى : القرآن الكريم بحر لا يدرك غوره، ولا تنفد درره، ولا تنقضي عجائبه، فما أحق الأعمار أن تفنى فيه، والأزمان أن تشغل به، ومما يسعدني أن أشارك في هذه الندوة المباركة التي يعزم مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة على عقدها بعنوان :عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه بكتابة بحث في موضوع: جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين. ولا شك أن المملكة العربية السعودية منذ نشأتها وتوحيدها على يد مؤسسها صقر الجزيرة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (يرحمه الله) سباقة إلى كل خير في مختلف المجالات، وتقدم للمسلمين في أرجاء المعمورة - دون تمييز بين الأبيض والأسود - كل ما ينفعهم في الدارين، من عقيدة صافية، ومنهج سديد، وكتاب مفيد، وجو آمن، وعيش رغيد... ومن سلسلة أعمالها الخيرة - التي لا تأتي في الحصر - قيام هذا الصرح الشامخ للعناية بكتاب الله تعالى باسم (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) بالمدينة النبوية على يد منظم المملكة ومطورها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ( رزقه الله الصحة والعافية، وأمد في عمره في طاعته). وهذه - في الحقيقة- سلسلة مترابطة ومتواصلة لعناية المسلمين حكاماً وشعوباً وأفراداً وجماعات بالقرآن الكريم - كلام الله- عملاً بقول المصطفى ﷺ :« القرآن أفضل من كل شيء، فمن وقَّر القرآن فقد وقَّر الله، ومن استخف بالقرآن فقد استخفّ بحق الله تعالى » . وكل ذلك بتسخير من الله (عز وجل) منزّل هذا الكتاب العزيز مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ (الحجر: ٩)، وليس هذا إلا معجزة من معجزات هذا الكتاب الذي قال الله تعالى في وصفه: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ (فصلت :٤٢)، ثم خص به من شاء من بريته وأورثه من اصطفاه من خليقته: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ﴾.. (فاطر :٣٢). هذا، وأسأل الله تعالى أن يوفقني لكتابة ما ينفعني وينفع الأمة الإسلامية في الدنيا والآخرة، ويكون إسهاماً مني في مجال إبراز دور المملكة العربية السعودية في خدمة القرآن الكريم وعلومه. والله الموفق والمعين،،، خطة البحث : لقد قسمت البحث إلى :تمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة. أما التمهيد :فيحتوي على : (١) تعريف القرآن الكريم لغة واصطلاحاً. (٢) مفهوم جمع القرآن الكريم. (٣) صلة القرآن بالقراءات. المبحث الأول : جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وتحته مطالب: المطلب الأول: أبو بكر وعهده. المطلب الثاني: بواعث الجمع وأسبابه. المطلب الثالث: المكلّف بالجمع. المطلب الرابع: كيفية الجمع. المطلب الخامس: وسائل الجمع. المطلب السادس: نتائج الجمع وفوائده. المبحث الثاني: جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وتحته مطالب: المطلب الأول: عثمان بن عفان وعهده. المطلب الثاني: بواعث الجمع وأسبابه. المطلب الثالث: اللجنة المكلفة بالجمع. المطلب الرابع :كيفية الجمع. المطلب الخامس: عدد مصاحف عثمان، وإلى أين أرسلت؟ المطلب السادس: قضية الرسم المصحفي، من حيث كونه توقيفياً أو غير توقيفي. المطلب السابع: قضية إتقان الكتابة لدى الصحابة. المطلب الثامن :نتائج الجمع وفوائده. المبحث الثالث: وفيه مطلبان : (١) الفروق المميزة بين الجمعين. (٢) الأحرف السبعة ومراعاتها في الجمعين. الخاتمة : أهم نتائج البحث والدراسة. منهجي في البحث : لقد حاولت بقدر المستطاع أن تكون المعلومات مستقاة من المصادر الأصيلة. وترجمت للأعلام -عدا أشهر الصحابة - الوارد ذكرهم في ثنايا البحث في الحواشي. ترجمت للخليفتين الراشدين ( أبي بكر وعثمان ) ولأعلام اللجنة المكلفة بجمع القرآن الكريم في صلب البحث، لما لهم من أهمية بالغة ودور كبير في المهمة. وعرفت بلفظ (القرآن) لغةً واصطلاحاً، وأوضحت مفهوم الجمع، وبينت صلة القرآن بالقراءات في التمهيد لأهمية كل ذلك، وصلته الوثيقة بالموضوع. وتعرضت لجمع القرآن الكريم في عهد الخليفتين الراشدين ( أبي بكر وعثمان ) فقط، حيث إن جمعهما هو الجمع الرسمي، أما ما قيل في جمعه من قبل غيرهما فلا أصل له. وحاولت بقدر المستطاع أن يمتاز البحث بالجدية، والعمق والأصالة، والتركيز وحسن الترتيب، مع مراعاة كونه مفهوماً لدى عامة الناس ومقبولاً لدى خواصهم. ملاحظة: لم أتطرق لسرد شبهات حول النص القرآني وجمعه وتفنيدها، لكونه عنواناً مستقلاً، وخامس محاور الندوة. هذا ما تهيأ لي، فإن كنت موقفاً فهو من الله تعالى، وله الشكر والمنة، وإن كان غير ذلك فلا ألومنّ إلا نفسي، واسأل الله العفو والصفح. .
إقرأ المزيد