تحميل كتاب قصص الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في صحيح الحديث النبوي PDF د. سليمان بشير

كتاب قصص الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في صحيح الحديث النبوي

قصص الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في صحيح الحديث النبوي

نبذة عن كتاب قصص الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في صحيح الحديث النبوي :

كتاب قصص الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في صحيح الحديث النبوي PDF د. سليمان بشير : 2007م - 1443هـ نبذة عن الكتاب : هذا الكتاب يجمع بين دفتيه كثيرا من القصص التي جرت بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه . حديثنا في هذا الفصل عن الصحابة رضوان الله عليهم، وكيف كانوا يتبعون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكيف كانوا يتعاملون مع هذه السنة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ الحقيقة إن نظرة الصحابة إلى السنة كانت نظرة فريدة حقا، وتعظيم الصحابة للسنة كان بدرجة لا يتخيلها إلا من درس حياة الصحابة بعمق، ودرس كل نقطة من نقاط حياة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم. ثم تفاوتت بعد ذلك نظرة اللاحقين إلى السنة الذين جاءوا بعد الصحابة، فاختلفت نظرتهم للسنة، فمنهم من عظمها، ولكن كشيء نظري جميل، تاريخ رائع لإنسان عظيم، لكن يأخذ منها، ويترك كيفما شاء, ومن الناس من اعتقد أنها شيء من الكماليات قد يجمل، ولكن ليس ضروريا, ومن الناس من اعتقد أن السنة كانت أشياء خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست لعموم الأمة، فإذا تكلمت معه عن عمل للرسول صلى الله عليه وسلم، أو قول له توضح له معاملة الرسول في أمر من الأمور، فيرد بأنه رسول، أما أنا فلست برسول, ومن الناس من تطاول على السنة، وطعن فيها، وألقى بالشبهات، واتبع المتشابه، وأعرض عن المحكم، فلذلك نجد تفاوتًا كبيرًا في تلقي معنى السُّنة في الأجيال التي لحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم. لذلك نريد أن نوضح نظرة الصحابة للسنة، كيف كانوا ينظرون إلى السنة؟ لأن هذه هي النظرة الصحيحة التي نتمنى منها معرفة التعامل مع السنة النبوية المطهرة المشرفة. فارتباط الصحابة بالسنة كان سببًا مباشرا لوصول الصحابة إلى رضا الله عز وجل، وإلى حب الله عز وجل، فحب الله عز وجل لك، ومغفرة ذنوبك مرهون باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد صرح بذلك الله عز وجل في كتابه فقال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31]. فحياة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت التفسير العملي للقرآن الكريم، كانت التطبيق الواقعي لما أراده الله عز وجل من العباد، كانت التطبيق الواقعي لما أراده الله عز وجل من العبادة، كل صغيرة، وكبيرة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت لهدف، كانت مقصودة، وكانت محسوبة، وكانت متابعة بالوحي، تستطيع أن تقول بمنتهى الاطمئنان أن كل أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت متابعة بالوحي الكريم من الله عز وجل، أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم قد تكون بأمر من الله عز وجل, وقد يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ينزل الوحي إما بالتأكيد على هذا الفعل، وإما بتعديله إلى شيء آخر. فإذن كل نقطة من نقاط حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت متابعة بالوحي، ولا يحدث هذا الأمر إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، والأنبياء، فلا ينبغي أن يُقَلد إنسانًا تقليدًا مطلقًا إلا الرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن كل إنسان غير الرسول صلى الله عليه وسلم قد يصيب ويخطئ، فكل إنسان يصيب ويخطئ، وكل إنسان يؤخذ من كلامه ومن أفعاله ويُرَد، كل إنسان إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم. الصحابة كانوا يفقهون ذلك جيدا، وظهر ذلك في كثير من أفعالهم، أو قل ظهر ذلك في كل أفعالهم، كما سنرى إن شاء الله. معنى السُّنة بدايةً، قبل الخوض في غمار الموضوع، وقبل أن نعرف مدى كان اتباع الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم، نلقي الضوء على معنى السنة، وما المقصود بها. السُّنُّة هي: الطريقة، سنة فلان بمعنى: طريقة فلان في الحياة، سواء كانت هذه الطريقة محمودة، أم مذمومة، فكلمة سنة لغة تعني: طريقة فلان، فإن كانت طريقته محمودة، فهذه سنة محمودة، وإن كانت طريقته سيئة، إذن هذه سنة سيئة، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ} [الأنفال:38]. سنة الأولين المكذبين الذين كذبوا بأنبيائهم، ورسلهم فكان عليهم العذاب والهلكة. الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَتْ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ". فالسنة هي الطريق، فمن فعل شيئًا حسنًا، وقلده الناس يأخذ من الأجر ما لهذا العمل، ويأخذ مثل أجور كل من قلده في ذلك العمل، وأيضًا من يفعل شيئًا مذمومًا، نفس الكلام يندرج عليه، لهذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ حسنات على كل أمة الإسلام والمسلمين، فكل من يعمل خيرا في الإسلام، فهذا إنسان يقلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثَمّ يضاف لحسناته، نسأل الله عز وجل أن يلحقنا به صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين. إذن عندما نقول سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإننا نقصد طريقته، ومنهاجه، وأسلوبه في الحياة صلى الله عليه وسلم، ولا نقصد هنا السنة كما عرفها الفقهاء، وهي: ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجوب، أي النوافل. الفقهاء قسموا الأحكام التكليفية التي كُلف بها البشر إلى خمسة أقسام: واجب، وحرام، وسنة، ومكروه، ومباح. ولما نتكلم عن موضوع السنة فليس المقصود بالسنة النافلة، ولكن المقصود بالسنة كما عَرّفها علماء الأصول، قالوا: السُّنة: هي كل ما نُقِل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير. فكل ما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لو كان المنقول فرضا أو سنة، لا فرق ما دام قد نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء كان يسمى فرضا أو يسمى نافلة، أصبح اسمه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. القول، أو الفعل، أو التقرير، ويقصد بالقول: أيّ كلمة تكلمها صلى الله عليه وسلم، فمثلًا قال: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ". فأصبحت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: "الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا". فأي حديث قاله ينطبق عليه هذا التعريف. .

إقرأ المزيد