رواية مطارح حط الطير PDF ناصر الحلواني : كتب د.سيد محمد السيد قطب مطارح حط الطير لناصر الحلواني جاليري السرد الجميل مَطَارِحُ حطِّ الطَّيرِ أكثر من رواية مَطَارِحُ حطِّ الطَّيرِ سردية عبر أنواع الأدب، تتشرب التاريخ والحاضر وتستخلص صفاء نفس كاتبها في بلورة ماسية رائقة إنها الحداثة وقد تجلت في جوهرة مصقولة امتزج في ضيائها قلب الذات وشرائح الموضوع تاريخ ممتد في أعماق الشعور ومسارات الأزمنة وعمائر الأمكنة وضربات أوتار الأنغام والقلوب ولوعة الأحبة المعذبين بالوصل والفقد والفن في سرد الحداثة حاول بعض الأدباء توظيف الأسلوب الإيقاعي لتشكيل عالم جمالي يسمح بتداخل الأزمنة ويقيم مفارقة مع الواقع. ومن هؤلاء المبدعين ناصر الحلواني صاحب النص الآتي من رواية مطارح حط الطير "تحت تعاشيق من الملاء والفراغ ترسم نوافذ، وأمام عيون تفوت أبصارها في نور المشربيات مثل تواشيح أندلسية، وفي حروف كتاب عن "الألفة والألّاف"، وفي صلوات ليلية بين أعمدة بلقاء، تراوح أقواسها بين الحمرة والبياض، وفي رحاب قباب تصعد أهلتها إلى سحابات الطير، صافات، عبر المدائن، وفوق أسطح البيوت، وتعود لتحط في تجاويف أعلى الأبواب، وشبابيك الصحاب، وفي أكنانها، تنفض عن نفسها عناء خوض السبل إلى الجالس وحده، تأتيه روائح الشوارع وصخب المارين وخيالات فارس، فيدع رسومه على مقعده، ويقوم إلى مدينته، إلى بابه المحطوط بين السطوح المفتوح على ممالك وخلفاء، كانوا، وحجرته الصغيرة المملوكة لأسرار ما كان وما سيكون" يمكن أن نلاحظ الإيقاع الذي تقدمه موسيقى الألفاظ عن طريق صيغها الصرفية أو التكرار الصوتي مثل (تعاشيق / تواشيح / تجاويف / شبابيك) أو (المدائن / روائح / الشوارع) أو (كتاب / رحاب / قباب / الصحاب / الأبواب) أو (السطوح / المفتوح) أو (ليلية/ أندلسية) أو (أكنانها / نفسها) أو التوازي التكراري في استعمال الظروف مثل (تحت تعاشيق... / أمام عيون... / وفوق أسطح البيوت) أوالجار والمجرور مثل (في صلوات... / في رحاب قباب... / في تجاويف... / في أكنانها...) أو التقابل التصويري مثل (الملاء/ الفراغ) أو التقابل التاريخي مثل(ما كان / ما سيكون). هذا التشكيل اللغوي يكثف جماليات السرد ويرسم ملامح عالم يتجاوز الواقعية إلى التحليق في الأزمنة والأمكنة، فالنص يصوّر المبدع الأندلسي عبر التاريخ حين يلتقي ابن زيدون الشاعر مع بيكاسو الرسام مع ابن حزم الفيلسوف السارد مع سربانتس الروائي. لن نفقد النص جمالياته ونتمادى في الحديث النقدي عنه. وإنما سنترك القارئ الكريم يستمتع بعالمه العذب السلس.
إقرأ المزيد