كتاب القدس قضية كل مسلم PDF يوسف القرضاوي : هذه هي الرسالة العاشرة من "رسائل ترشيد الصحوة" وهي تتحدث عن قضية هي غاية الأهمية والخطورة، علينا نحن العرب والمسلمين، حيثما كنا في أرض الله، هي قضية القدس الشريف. فالقدس في مهب الريح، في مواجهة الخطر الداهم، الخطر الصهيوني الذي بين أمره، وحدد هدفه، وأحكم خطته لابتلاع القدس، وتهويدها، وسلخها من جلدها العربي والإسلامي، وقد أعلن قراره ولم يخفه، وتحدى وتصدى وتعدى، ولم يجد من أمة الإسلام، من يصده ويرده. "يوسف القرضاوي" في هذه الصحائف يريد أن ينبه الغافلين، إلى أن القدس ليست للفلسطينيين وحدهم، وإن كانوا أولى الناس بها، وليست للعرب وحدهم، وإن كانوا أحق الأمة بالدفاع عنها، وإنما هي لكل مسلم أياً كان موقعه من مشرق الأرض أو مغربها، في شمالها أو جنوبها، حاكماً كان أو محكوماً، متعلماً أو أمياً، غنياً، أو فقيراً، رجلاً أو امرأة، كل قدر مكنته واستطاعته. فالقدس من الاعتقاد الإسلامي، لها مكانة دينية مرموقة، اتفق على ذلك المسلمون بجميع طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم، فهو إجماع الأمة كلها من أقصاها إلى أقصاها. ولا غرو أن يلتزم جميع المسلمين بوجوب الدفاع عن القدس، والغيرة عليها، والذود عن حماها وحرماتها ومقدساتها، وبذل النفس والنفيس في سبيل حمايتها. وقد اختلف المسلمون والعرب، والفلسطينيون في الموقف من قضية السلام مع إسرائيل: هل يجوز أو لا يجوز؟. إن جاز: هل ينجح أو لا ينجح؟ ولكنهم جميعاً لم يختلفوا حول عروبة القدس وإسلاميتها. وضرورة بقائها عربية إسلامية، وفرضية لمقاومة المحاولات الإسرائيلية المستميتة لتهويدها، وتغيير معالمها، ومسخ شخصيتها التاريخية. ومحو مظاهر العروبة والإسلام والمسيحية منها. فللقدس قدسية إسلامية مقدورة، وهي تتمثل في حسّ المسلمين ووعيهم الإسلامي: القبلة الأولى، وأرض الإسراء والمعراج، وثالث المدن المعظمة، وأرض النبوات والبركات، وأرض الرباط والجهاد.
إقرأ المزيد