رواية مريود PDF الطيب صالح : ...واحسرتا عليك يا محبوبي، خير الزاد أنا، وإنني مفارقتك من هنا، لا شبع لك من بعدي ولا ري، ولا شفيع ولا نجي، فاضرب حيث شئت وتزود أن استطعن وأطلب النجاء. إلى أن تلقاني فأعطيك المن والسلوى ثم أبعدت، وسمعت صوتها كأنه ينزل من السماء، ويحيط بي من النواحي كافة، تطويه رياح وتنشره رياح: يا مريود. أنت لا شيء، أنت لا أحد يا مريود، إنك اخترت جدك وجدك اختارك وجدك وجدك اختارك لأنكما أرجح من موازين أهل الدنيا. وأبوك أرجح منك ومن جدك في ميزان العدل. لقد أحب بلا ملل، وأعطى بلا أمل، وحسا كما يحسو الطائر، وأقام على سفر، وفارق على عجل، حلم أحلام الضعفاء، وتزود من زاد الفقراء، وراودته نفسه على المجد فزجرها، ولما نادته الحياة.. قلت نعم، قلت نعم، قلت نعم. ولكن طريق العودة كان أشق لأنني كنت قد مشيت
إقرأ المزيد