رواية المفتاح PDF جونيشيرو تانيزاكي : السمة الرئيسية التي تسم رواية "المفتاح" للروائي الياباني جونيشيرو تانيزاكي (ولد سنة 1886 وتوفي سنة 1965م)، من حيث المضمون، هي أنها موجهة للأزواج فقط، فموضوعها خاص ويلامس العلاقة الزوجية بالعمق – العلاقة الجنسية – وتتغلل إلى نفسية المرأة والرجل وأفكارهما في حالاتهما المختلفة. ويفعل ذلك الروائي من خلال علاقة ملتبسة من الزوج الذي بلغ الخامسة والخمسين من العمر والزوجة التي بلغت الرابعة والأربعين، والإثنان يتم التعبير عن شعورهما في الرواية بطريقة المذكرات لذلك فالرواية تغطي الأشهر الأربعة الأخيرة من حياة الزوجين. يكتب الرجل مذكراته ويخفيها عن زوجته، لكنه يترك المفتاح في متناول يدها، حتى يحركها الفضول للإطلاع على هذه المذكرات، وهو ما يريده. في الوقت ذاته تقوم الزوجة بكتابة مذكراتها، وتخفيها بعيداً منه، لكنها تعمل أيضاً وبطريقة غير مباشرة من أجل أن يقرأها زوجها. يدور الحوار بين الزوجين عبر هذه المذكرات، من دون أن يعترف أي من الزوجين باطلاعه على مذكرات الآخر، حتى أن الزوجة تنفي ذلك في مذكراتها مع أنها تعترف أنها وجدت مذكرات زوجها، لكنها لا تسمح لنفسها في الإطلاع عليها بحكم تربيتها التقليدية المتزمتة القديمة في كيوتو، والتي غرست فيها قدراً كبيراً من المبادىء الأخلاقية. وفي الرواية، يلعب الشاب كيمورا صديق إبنتيهما الدور الرئيسي في كشف تناقضات هذه العلاقة، حيث سيكون له أهمية في إثارة غيرة الزوج وتأجيج مشاعره اتجاه زوجته. بعد فترة تتدهور صحة الزوج حتى يتوفى، وتعترف الزوجة في مذكراتها أن زوجها هو الذي لفت نظرها إلى كيمورا الذي انجرفت في حبه، تعتبر أنها كانت لبعض الوقت تخدع نفسها وأنها تفعل ذلك من أجل زوجها. وتعترف أنها لم تبدِ اهتماماً بصحته، كان إرضاء رغبتها أكثر أهمية، واستخدمت كيمورا لإثارة مشاعره بالغيرة، بذلت كل ما في وسعها كي تجعله ينسى خوفه من الموت. تسأل نفسها في النهاية: "لماذا بلغت هذا الحدّ لأخطط من أجل تدمير حياة زوجي؟" تجيب: "أي شخص مهما كان لطيفاً، قد ينحرف ويتشوه نتيجة ضغط عقله الشرير المنحط بشكل متواصل؟ ربما في أعماقي، كنت قادرة دائماً على ذلك، إنه أمر يجب أن أفكر فيه ملياً. مع ذلك أشعر بأنني يمكنني الإدعاء بأني منحته السعادة التي يريدها". وبعد، رواية "المفتاح" تثير مسألة على درجة من الحساسية في العالم المرجعي الذي تحيل إليه، تصدر عن مقاربة جديدة للعلاقة بين المرأة والرجل؛ تستحق قراءة خاصة.
إقرأ المزيد