كتاب عالم الحيوان - حياة القردة والقردة العليا PDF ميشيل بورار : إنّ الفروقات الجسدية بين البشر والقرود ضخمةٌ جداً ويمكن تعليلها بحقيقة أنّ شيفرة الحمض النووي (د.إن.أ) فيها، أي المخطط الأصلي، كان مختلفاً. إنّ الأنف البشري فيه جسر ناتئ وأسلة ممدودة وهذه لا توجد عند القرود .... والإنسان لديه شفاه حمراء يشكلها الغشاء المخاطي الذي يبطن فمه؛ ولكن ليس للقرود مثل هذا. والقرود لها إبهام في أقدامها كما في أيديها.... وإن للإنسان عند ولادته أكبر وزن نسبة إلى وزنه العام كراشد. ومع ذلك فإنه عند الولادة يبدي أقل درجة من النضج ويكون أضعف المخلوقات على الإطلاق. إن رأس الإنسان متوازن عند قمة عموده الفقري؛ بينما رأس القرد متمفصلٌ عند المقدمة بدلاً من الذروة. لقد قامت الجمعية الجغرافية الوطنية برعاية عدة بعثات إلى أفريقيا الشرقية بحثاً عن أشكال إنتقالية متوسطة بين القردة والبشر. وكان لويس وماري ليكي، وابنهما ريتشارد، ودونالد جوهانسون من بين الشخصيات الأبرز في اكتشاف مستحاثات لمخلوقات زعموا أنها أسلاف البشر، كانت تعيش منذ حوالي أكثر من ثلاثة ملايين سنة. إن غلاف عدد نوفمبر 1985 من مجلتهم الرائجة والمؤثرة احتوى على صورة خطية لجمجمة ما يفترض أنه إنسان قرد. ولكن نشوئيين رائدين متعددين بعيدون عن الاقتناع بأن مستحاثات هذا القرد الأولي الجنوب إفريقي تمثل المراحل الأولى من النشوئية البشرية. في تحد للإدعاءات الأولى القائلة بأن هذه المخلوقات التي يبلغ طولها أربعة أقدام كانت تمشي منتصبة القامة كالبشر، أشار سولي زكرمان، وهو عالم تشريح بريطاني لامع، وتشارلز أوكسنارد، البروفسور في علم التشريح في جامعة كاليفورنيا الجنوبية الطبية، مستنتجين أنها .... لم تكن تسير منتصبةً أو قائمةً بل كان لها شكل من التحرك أو التنقل يشابه ذاك الذي لإنسان الغابة
إقرأ المزيد