كتاب موسوعة التاريخ الإسلامي - العصر العثماني PDF مفيد الزيدي : يحاول هذا الكتاب دراسة الوطن العربي أبان الحكم العثماني عليه بين (1516-1916) منذ دخول العثمانيين الشام في عام 1516 وحتى اندلاع الثورة العربية الكبرى عام 1916 وانتهاء النفوذ العثماني في حكم الحجاز والولايات العربية، وتزامن ذلك مع اندلاع الحرب العالمية الأولى (1914-1918) ووقوف الباب العالي مع الطرف الخاسر في الحرب وهزيمته ثم فقدانه لجميع الولايات والأراضي التابعة له سواء في الجانب الآسيوي/الإفريقي أو الأوروبي. ينقسم الكتاب إلى عشرة فصول ومقدمة وخاتمة وملاحق وجداول وأشكال متنوعة. في الفصل الأول جرى الحديث عن نشأة وتكوين الدولة العثمانية من القرن الحادي عشر الميلادي ومراحله تكوينها الأساسية، مرحلة النشأة (1300-1402م) في ظل حكم طغرل وعثمان السلاطين والشيوخ القبليين المؤسسين للبيت العثماني، وفترة الصراعات القبلية والتوسع في بلاد آسيا الصغرى والأناضول وظهور الجيل الجديد من الزعماء العثمانيين الذين قمعوا المعارضة القبلية، ووحدوا البيت العثماني، ووضعوا أسس الدولة ومؤسساتها البدائية التقليدية السياسية والعسكرية، مروراً بعهد مراد الأول، وبايزيد الأول والصراع العثماني/المغولي في مراحله الأولى حول الأناضول. ثم المرحلة الثانية (1402-1566) مرحلة التوسع والبناء وظهور السلاطين الأقوياء الذين واصلوا الفتوحات في الجانب الآسيوي والعربي من محمد الأول، ومراد الثاني ثم محمد الثاني (الفاتح) ودخول القسطنطينية وسقوط الإمبراطورية البيزنطية ومرحلة القوة والتأسيس في الداخل والخارج، ووضع أسس جديدة لنظام الحكم والتقاليد السياسية، والنتائج الكبيرة في دخول القسطنطينة إسلامياً وأوروبياً، ومواصلة الفتوحات في بلاد البلقان وشرقي أوروبا والجزر في البحر المتوسط. ثم المرحلة الثالثة من تدهور الانطلاق الأوروبي (1566-1703)، وسيطرة الوزراء الأقوياء على السلطة، حتى مجيء السلطان مراد الرابع واسترداد بغداد 1638 في الاحتلال الثاني لها بعد خروجها من قبضة العثمانيين، وحصار فيينا، وصلح كارلوفتز الشهير عام 1699 وتناول استنبول عن هنغاريا والنمسا. وفي المرحلة التالية (1703-1839) شهدت الدولة العثمانية بروز المسألة البلقانية ومجيء ثمان سلاطين، وحروب على الجانب الأوروبي، وضعف الوضع الداخلي، والحروب البلقانية واقتطاع أجزاء الأراضي العثمانية. أما المرحلة الأخيرة بين (1839-1922) التي امتدت من الإصلاحات التي طالب بها بعض السلاطين والشخصيات العثمانية إلى أن ظهرت المسألة الشرقية وضعف الدولة ودخولها الحرب العالمية الأولى وتجريدها من أراضيها الأوروبية والإسلامية وهزيمة الدولة في الحرب وظهور جمهورية تركيا الحديثة عام 1923. أما الفصل الثاني فهو عن السياسة العثمانية في الولايات والأقاليم في الوطن العربي في القرن السابع عشر، ويحاول أن يقدم متابعة للحياة السياسية والعسكرية والاجتماعية للولايات العربية التي دخلت في أحضان الدولة العثمانية من العراق (بغداد، الموصل، البصرة)، ثم الخليج العربي (الإحساء وبنو خالد، وعمان وحكم اليعاربة) ولبنان من الأسرة المعينية والأسرة الشهابية، وسورية في ظل الباشوات والبكوات والأسر المحلية، ثم مصر في عهد ما بعد المماليك والنظم الاقتصادية والاجتماعية، وتونس في ظل البايات والأسر المحلية مثل المرادية، والجزائر في ظل حكم البايات من خير الدين بربروسا والباشوات، ومخلص فيه أن القرن السابع عشر قد تحددت له سمات النظام السياسي والإداري والاجتماعي والاقتصادي والعسكري في الحكم العثماني. تناول الفصل الثالث التنظيم السياسي والإداري للدولة العثمانية في الولايات العثمانية/العربية من خلال تشكيلة التنظيم السياسي الحكومي من السلطة المركزية العثمانية بدءاً من السلطان والديوان الهمايوني والصدر الأعظم والعلماء المشايخ والوزير الثاني ومعلم السلطان والكاتب. أما الإدارة في الولايات والأقاليم من السناجق والحكومة والتيمار والأسس الاقتصادية والإدارية والعسكرية وتشكيلاته. وتطرق الفصل الرابع إلى اللامركزية العثمانية والحركات الإصلاحية "الانفصالية" في الولايات العربية في القرن الثامن عشر، من ألبو سعيد في عمان وزنجبار، والقواسم وبني ياس في ساحل عمان، والأسرة الجليلية في الموصل، وعلي بيك الكبير في مصر ومحاولة بناء دولة وإصلاحات محلية مختلفة تصادمت مع الباب العالي وانقلبت عليه لتفشل هذه التجربة التحديثية، وتجربة ظاهر العمر في فلسطين على نفس الأساس للاستقلال وبناء الدولة ولكنه فشل في فصل بلاده عن الجسد العثماني. أما الأسرة المعنية والشهابية فقد حكمت في لبنان على نفس الأسس من أسر محلية أرستقراطية. ثم المماليك في بغداد مثل داود باشا وإصلاحاته في العراق. أما الأسرة القرمانلية في طرابلس الغرب، والأسرة الحسينية في تونس، والحركات الدينية -الإصلاحية الوهابية في نجد، والشوكانية في اليمن، والسنوسية في طرابلس الغرب، والمهدية في السودان وما أفرزته من تجاذب سياسي -ديني في مواجهة السلطة العثمانية وبريطانيا وتحولها من الإطار الديني/الإصلاحي إلى العمل السياسي. أما آل العظم في دمشق كأسرة وراثية للحكم العثماني في بلاد ا لشام، ثم مملكة الفونج في سنار والنوبة ومحاولة إقامة دولة بعيدة عن السلطة العثمانية... أشار الفصل الخامس إلى الحملة الفرنسية على مصر وظهور محمد علي باشا والتجربة الحديثة في بناء الدولة، ومحاولاته في بناء أسس حديثة للدولة من إصلاحات عسكرية واقتصادية وتعليمية وإدارية. أما السياسة الخارجية والدولة العربية مثل شبه الجزيرة العربية والسودان وبلاد الشام ثم انتهاء التجربة واستسلام محمد علي ونهايته. الفصل السادس، الأقاليم العربية-العثمانية خلال القرن التاسع عشر، وفيه تناول الفصل العراق وعهد الوالي الإصلاحي مدحت باشا بشكل خاص، ثم الحجاز ونجد في عهد الدولة السعودية الأولى ثم الدولة الثانية، والجزائر في عهد الباشوات، والسودان في ظل حكم محمد علي باشا الدايات والبايات وظهور الحركة الوطنية في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. ثم طرابلس الغرب في أواخر العهد العثماني الأخير. ومصر في عهد أولاد محمد علي باشا وأحفاده إسماعيل ومن بعده. واليمن في ظل الحكم العثماني الأول ثم الثاني، ثم ساحل عمان في إمارات أبو ظبي ودبي والمواجهة مع الغزو البريطاني لسواحلها في حكم الشيوخ في الشارقة ورأس الخيمة ومواجهة الاحتلال والتدخل ومعاهدات الحماية البريطانية. وحكم آل خليفة في البحرين وآل ثاني في قطر، والكويت في عهد آل الصباح، ثم بلاد الشام وتعدد الولاة في حكمه من حلب إلى بيروت والتطورات الإدارية والسياسية والاقتصادية ثم فلسطين أيضاً وتثبيت النفوذ الأوروبي في المنطقة ومشكلات الأقليات والأعراف والطوائف الدينية وعهد الوالي جمال باشا السفاح الذي اتسم بالقسوة والشدة. ثم المغرب الأقصى في عهد السلاطين العلويين والتدخل الفرنسي والإسباني ونضال الشعب المغربي، وقيام جمهورية الريف المراكشية بقيادة الأمير عبد الكريم الخطابي. أما الفصل السابع فتناول التنظيمات العثمانية وحركة التحديث خلال القرن التاسع عشر ومن أبرز ملامح هذه الدولة هي حركة الإصلاحات في عهد سليم الثالث، وإصلاحات السلطان محمود الثاني في المجالات التعليمية والعسكرية والمواصلات والطرق والاقتصاد، واستمرت لتنعكس ليس على الولايات العثمانية بل امتد إلى الولايات العربية لتطبق فيها هذه التنظيمات في محاولة إنتشال الدولة من حالة الضعف والانحلال. وتطرق الفصل الثامن للسيطرة الاستعمارية على الوطن العربي في العهد العثماني، من حيث دوافع الاستعمار وأهدافه والحملات الأوروبية. أما الفصل التاسع فهو يتحدث عن النهضة العربية الحديثة أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، من حيث مفهوم النهضة العربية، وسماتها، وتياراتها المختلفة الإسلامي/السلفي، والتيار الإسلامي التقدمي، والتيار القومي الاشتراكي، ثم مظاهر النهضة العربية من نهاية المرحلة الأولى إلى المرحلة الثالثة في القرن العشرين والتحديات الخارجية التي واجهتها النهضة العربية والثورات الشعبية والتي أخرجت العرب بفضلها من قوقعة وكلاسيكية الحكم العثماني والسعي للاستقلال والإصلاح والبناء والنمو. تحدث الفصل العاشر عن تبلور الحركة القومية العربية مطلع القرن العشرين ونهاية الحكم العثماني في الوطن العربي.
إقرأ المزيد