كتاب الإسلام والعالم PDF محمد خاتمى : السيد محمد خاتمي الرئيس الإيراني من أكثر الشخصيات الإسلامية المعاصرة إثارة للجدل، وجذباً للاهتمام، وهو يمثل الفكر الوسطي المنفتح الذي يرى التعاليم الإسلامية في صورتها الحقيقية: رحمة ونعمة ورفقاً بالناس، وتحريراً لهم من القيود، وإطلاقاً لطاقاتهم نحو الابتكار والإبداع، حتى في المجالات التي يرى آخرون أنها قد انتهى فيها الكلام إلى قول فصل لا راد له ولا معقب عليه، ويرى القارئ مصداقية ذلك في هذا الكتاب الذي يطرح فيه خاتمي إشكالية التدين ومتطلباته في عالمنا المعاصر والتي تشغل حيّزاً واسعاً في الخطاب المعاصر للمجتمعات الإسلامية، سواء في أوساط النخب أو في أوساط عامة وعلى أصعدة ثلاث. ويبحث خاتمي هذه الإشكالية على هذه الأصعدة: الصعيد الفردي، الصعيد الاجتماعي، الصعيد الحضاري، والملاحظ في ثنايا المعالجات التي يجمعها هذا الكتاب تركيزاً على الموضوع الحضاري وكأن المؤلف يرمي إلى تبيان أن التدين والحداثة على الصعيد الفردي وإقامة مجتمع ديني متطور على الصعيد الاجتماعي، يتوقفان على رفض نظرية أحادية خيار الحضارة الغربية بل أنه يختصر تحقيق الأمرين، برفض هذه النظرية. وإذ يرى خاتمي أنه يخوض في موضوعات معقدة وشائكة ذات بعد تاريخي، تبدو معه الحاجة ملحة لاعتماد معالجات تاريخية اجتماعية في آن واحد، كذلك فهو لا يبادر إلى تقديم إجابات عما يطرحه من أسئلة، بل يعتقد على سنة حكماء المسلمين، بأن طرح السؤال الصحيح، والطرح الصحيح للسؤال، إنما يشكلان الخطوة الأهم باتجاه حل الإشكاليات بالطريقة المناسبة. ومع ذلك فهو يرى، انطلاقاً من تجارب المسلمين التاريخية في ميادين الفكر والحياة المختلفة، عجز فريقين عن تقديم الأجوبة المناسبة عن الأسئلة المطروحة، وهذان الفريقان هما فريق العلمانيين، وفريق المسلمين المتحجرين، مشدّداً على الضعف المطلق للفريق الثاني في دفاعه عن حرمة الإسلام. وما يعزّز من أهمية ما يطرحه خاتمي في هذا الكتاب، هو أنه أحد المفكرين الدينيين المبرزين في بلد يحتل موقعه المتميز في ميدان الفكر الإسلامي المعاصر، مما يعني أن ما يطرحه يعكس الهواجس والإشكاليات التي تكتنف خطاب الوعي الديني في إيران اليوم.
إقرأ المزيد