رواية العائلة PDF محمد الشارخ : يشتق موضوع الرواية من عنوانها ، ويعرض عائلة تقليدية محافظة واضحة التديّن شديدة الثراء كثيرة العدد ، مصدرها أب مزواج خلّف وراءه الثروة ونظاماً أبوياً صارماً يحتفي بالمرتبة ، إذ الأخ الصغير رهن إشارة الأخ الأكبر ، وإذ على الأنثى أن تنصاع إلى مشيئة الأكبر والأصغر في آن بيد أن الشارخ ، ومثل كل روائي طموح ، احتفظ بالعائلة في استقلالها الذاتي ، إذ كل فرد واضح الملامح لا يختصر إلى غيره ، وإذ مسار كل فرد يصدر عن خياراته وهواجسه وعمّا يتركه في حياته حراً ، ولو إلى حين ، وصيّر العائلة مجازاً سلطوياً أيضاً فالعائلة سلطة بسبب ثروتها ومكانتها الاجتماعية الراسخة ، والعائلة سلطة لأنها موجودة في السلطة الرسمية والأخيرة موجودة فيها ، وهي أخيراً سلطة بسبب النظام الأبوي المسيطر ، الذذي يحدّد موقع كل فرد وحقوقه وواجباته مع ذلك فإن معنى السلطة يأتي ، روائياً ، من الحوار المضمر بين السلطة والحياة ، إذ في سلطة الحياة ما يقرض حياة السلطة ، قوية كانت أو ضعيفة ولهذا ستبدو العائلة في النهاية غير ما بدت عليه في البداية ، فقد كتبت الحياة عليها أكثر من موت وفقد وخسران . أعطى الفرق القائم بين ظواهر الأشياء وجوهرها لرواية العائلة بعداً تأملياً لأن التداعي ، الذي تقول به ، يقتحم أكثر القصور لمعاناً وتماسكاً وبذخاً استولد الشارخ من العائلة ــ المجاز مجازاً لاحقاً ، حين جعل منها مرآة لأقاليم الأطراف ، أي تلك البلدان التي تقع عليها آثار العولمة ، دون أن تشارك في بنائها ، وتقترح سبل تهذيبها ولهذا تنفتح العائلة ــ المجاز ، روائياً ، على العالم كله ، ففيها ما يحيل على أفغانستان ، حيث المجاهد بطلاً من أبطال الحرية تارة وإرهابياً تارة أخرى ، وفيها ما يصل إلى الشيشان وما يجاورها ، إذ الجهاد مزيج من الفرار والإيمان المخذول ، وصولاً إلى غوانتانامو ، حيث العذاب وذاك الصوت البارد الحاسم يقول : لا رحمة للخاسرين.
إقرأ المزيد