كتاب اختفاء السيد لا أحد PDF احمد طيباوي : تحميل رواية اختفاء السيد لا أحد pdf صار علي أن أرحل من هنا ، سأقتل نفسي أن يتمكنوا مني ، ليس بعد الجنون حرام ، جهزت حقيبتي منذ دقائق ، لا وجهة لي لكني سأنتظر حتى يكون السواد کاملا وأرحل ، أفكر بأن آخذ عمي مبارك وأستعجله لأهزم قدري بالذهب ، ليس علي سوى أن أترك باب هذه الشقة مواربة ليعرف الجيران في الغد بأن العجوز قد أصبح مجرد جثة نتنة ، ثم أعود من حيث أتيت ... قد أرجع إلى سرج الغول ، لأني اشتقت لأخي عمار ، وأزور غابة الموت حيث استعادتني الحياة وأجل موعد الخلاص ، وأفكر أن أعود زبانه كما كنت لو أتيح لي ذلك ، عشت أسعد أيامي في القمامة ، معترفا بأني مجرد قذارة تعيش في مكانها المناسب ، إني أعجز عن إتخاذ أي قرار . خدمت هذا الجثمان خدمة جليلة ، وللأسف لن يستطيع رد الجميل بإسداء أي تصيحة مهما كانت تافهة ... اشتقت لخالتي ماتت هي الأخرى وتركتني ، كان وجودها يسد أبواب الجحيم كلها ، أنا مقصر في زيارة قبور من أحبوني بلا حدود وكان عليهم أن يموتوا بالتسبب ذلك في خاطري أن أعود من حيث أتيت حقا ، بقية العقل التي هربت بها لأواجه جنون العالم من حولي نفدت ولم تعد غنيمة تستحق العناء في ساحة ذلك المستشفى ، سأعلن عن توبتي ، وسيعرفون كيف يجعلونني بليدا ومحنطة لأكون سعيدة دائمة ، وجب علي الإعتذار عن أن الحياة تستحق الهروب إليها ، كانت مغامرة مغرية ، ومع ذلك كان يجب علي ألا أكون بتلك الدرجة من الجنون لأخوضها مجددا قفزت من فوق السور العالي ، كادت أن تكسر رجلي ، وخضت ما خضت في سبيل الخلاص من أولئك الشياطين الذين يرتدون مآزر بيضاء ناصعة ، ولأستعيد اسمي ، وقد فشلت في ذلك تماما ، أما الآن فأحن إليهم وأحب أن أعانقهم واحدة واحدة ، وتتملكني رغبة في أن أستعين بهم مجددا ليساعدوني على الإختفاء ... ألا أحد الإطلاق حتى أنا ... من أنا ؟
إقرأ المزيد