كتاب الفكر المقاصدي: قواعده وفوائده PDF احمد الريسوني : تشهد الحياة الثقافية والفكرية والعلمية في عالمنا العربي والإسلامي منذ نحو قرن أو يزيد، حركة تفاعل وتمازج من جهة، وتدافع وتناف من جهة أخرى، وحركة تجاذب واستقطاب في النهاية. يجري كل هذا بين مرجعيات ومذهبيات واتجاهات متعددة وأحيانًا متباعدة أو متضاربة؛ وهى ترجع عمومًا إلى أصلين أبويين رئيسيين: الأصل الإسلامي الوطني، والأصل الغربي الأوربي. وإذا كان النموذج الثقافي الأوربي قد انتصر فيه الحديث على القديم، نظرًا لضعف القديم وهشاشته الذاتية والواقعية، فإن كثيرًا من أسسه وجذوره القديمة ما زالت قائمة فيه وفاعلة في حركيته. وأما الأصل الإسلامي الوطني، فإن القديم فيه قوي متجذر مثلما هو غني متجدد.ولهذا فإن التدافع الداخلي والذاتي للفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية لا يتجه- ولا ينبغي أن يتجه- إلى الغلبة والانتصار: للحديث على القديم أو للقديم على الحديث. وفى إطار الجهود التجديدية والمبادرات الاجتهادية والإصلاحية للفكر الإسلامي والعلوم الإسلامية، يأتي الإهتمام المتزايد بمقاصد الشريعة الإسلامية. هذا الاهتمام الذي بدأ بنشر كتابي الشاطبي (الموافقات) و(الاعتصام) والإقبال عليهما والترويج لهما ولمضامينهما، ثم تتابع بمؤلفات ودراسات وأبحاث جامعية وغير جامعية. ورغبة مني في مواكبة هذه (الصحوة المقاصدية) وتلبية احتياجاتها والإسهام في إغنائها وترشيد مسارها، لم أجد بدًا من الاستجابة للدعوة الكريمة التي تلقيتها من الأستاذين الفاضلين: عبد الكبير العلوي الإسماعيلي ومحمد سبيلًا. فها أنذا- بفضل الله تعالى وعونه- أضع هذه اللبنة الصغيرة، وأسطر هذه الصفحات المختصرة والميسرة في مقاصد الشريعة وفي الفكر المقاصدي عامة.
إقرأ المزيد