رواية شداد تحت الخربوش PDF جودت جالي : كما قلت في تقديمي للرواية (عالم البادية لم يعد موجودا كما رأيته منذ زمن بعيد، إلا أن الرواية نفسها، التي هي بمثابة تحية الى عالم غاب، ليست استنساخا لسيرة حياة أناس عاشوا في ذلك العالم، ولا هي رواية فولكلورية، إنها كسرة من الصراع الوجودي الذي كانوا يخوضونه ممثلا بفترة محددة من حياة عائلة، أو على الأصح نهاية عائلة.) رجل بلغ مرحلة الشيخوخة وبدأت الأمراض تفتك به وليس له ولد يعينه، هذا الحرمان هو المعادل الموضوعي، للعقم، لانهيار عالم البداوة وقيمها وتسليم الرجل بهذا الإنهيار هو النتيجة المنطقية، وعليه فإن قيم البداوة المتجسدة في الحياة الحرة بأقصى ابعادها الممكنة في ظروفها التي تتراجع وتضمحل أمام تيارات الاستقرار والتريف تصبح شيئا فشيئا ذكرى هي قرين للنسيان. من خلال إستذكارات معينة نتبين ما آلت اليه الأمور. اخترت شريحة ذات دلالة مكنتني من الاختزال السردي والتكثيف وبالتالي الابتعاد عن أخطر أمراض السرد العربي الآن ألا وهو الاسترسال الى حد الإسفاف. في الرواية نسغان فنيان غير ظاهرين تحت النسج الواقعي هما الترميز والسخرية، من الضروري أن يترك المؤلف للقارئ حيزا من التأمل والاستنتاج الشخصي، وهو ما أرى أني فعلته، ويبقى للقارئ الحكم النهائي. سيقول قائل أن الأحداث غير معقولة ولا تتوافق مع ما نعرفه عن حياة البادية فأقول له هذه الأحداث من واقعية تماما وقد عايشت أناسها بنفسي في بيئتها، وقد أجريت عليها بعيدا عن التلميع الفولكلوري الصياغة الفنية القصصية المعتادة.
إقرأ المزيد