تحميل كتاب مغامرة العقل الاولى دراسة في الاسطورة، سوريا، ارض الرافدين - نسخة ممتازة اعداد سالم الدليمي PDF فراس السواح

كتاب مغامرة العقل الاولى دراسة في الاسطورة، سوريا، ارض الرافدين - نسخة ممتازة اعداد سالم الدليمي

مغامرة العقل الاولى دراسة في الاسطورة، سوريا، ارض الرافدين - نسخة ممتازة اعداد سالم الدليمي

نبذة عن كتاب مغامرة العقل الاولى دراسة في الاسطورة، سوريا، ارض الرافدين - نسخة ممتازة اعداد سالم الدليمي :

كتاب مغامرة العقل الاولى دراسة في الاسطورة، سوريا، ارض الرافدين - نسخة ممتازة اعداد سالم الدليمي PDF فراس السواح : كان آتيس راعياً شاباً غض الإهاب، وكان محبوباً للأم الكبرى سيبيل أحياناً وإبناً لها أحياناً أخرى. ويُحكى عن مولدِهِ أن أمه «نانا» (وأسمها يُذكّرنا بأنانا السومرية) قد حملت به وهي عذراء. وذلك عن طريق إحتضان غصن من شجرة اللوز (أوالرمان). ولكن عنزة أرضعته حتى شَبذَ وكبر. ومن هنا جاء الأسم "آتيس" أي التيس، وتحكى عن وفاة آتيس روايتان. فنراه في الأولى ضحية لغدر خنزير بري تماماً كأدونيس، وفي الثانية ضحية لعمل عنيف قام به هو نحو ذاته. فتراه يخصي نفسه تحت شجرة صنوبر وينزف حتى يموت. وقد حذا حذوه في ذلك جميع كُهّان أمه سيبيل الذين كانوا يفقدون ذكورتهم قبل الإلتحاق بخدمة هذه الآلهة. وصل آتيس إلى روما حوالي سنة 200 قبل الميلاد بعد دخول عبادة الآلهة الأم إليها. وقد مضى إلى مدينة «بيسينوس» في فرجيا - وهي المقر الرسمي لعبادة سيبيل - سفراء دينيون وأحضروا إلى روما الحجر الأسود المقدس الذي يرمز للآلهة العظيمة. وبذلك تكون عبادتها قد إنتقلت رسمياً إلى الغرب حيث إستُقبِلَت بحماس منقطع النظير، مبرهنةً على أن الشرق الذي فشل في غزوِهِ العسكري حوالي ذلك التاريخ عقب تراجع جيوش«هانيبعل» القرطاجني، لم تعوزه الحيلة لغزو من نوع آخر أَمَر وأدهى أَلا وهو الغزو الروحي. وقد وصلت إلينا صورة حية عن إحتفالات الربيع الخاصة بسيبيل وآتيس كما كانت تجري في روما. ولا شك أن هذه الإحتفالات هي صورة عن الإحتفالات والطقوس التي كانت تُقام في آسيا الغربية. ففي اليوم الثاني من آذار تبدأ الطقوس بإقتطاع غصن كبير من شجرة الصنوبر، ثم يُغطّى بأزهار البنفسج التي يُقال بأن دماء الإله الميت هي التي أعطتها لونها، ويُحمَل من قبل ثُلّة من الكُهّان وقد ربطَت إليه صورة لرجل شاب هو آتيس، ويسيرون به طوافاً في الشوارع. إلّا أن الإحتفالات لسوء الحظ لا تُحافظ على هذا الطابع الهادىء . ففي اليوم الثالث - ويدعى يوم الدم  يبدأ كبير الكهنة بالطقوس الدامية فيجرح ذراعه ويخرج منها الدم كالنافورة قُرباناً للآلهة ويأخذ العازفون بعزف الموسيقى المجنونة بواسطة الأبواق والمزامير والصنوج والطبول، ويروح بقية الكهنة في رقص عنيف وحركات هائجة على إيقاع الموسيقى إلى أن تستبد بهم النشوة الدينية الجامحة فيأخذون بتجريح أنفسهم بالآلات الحادة فتنبعث منها الدماء وتُغطي المذبح والغصن المقدس. وهنا يقوم الكهنة المبتدئون بإخصاء أنفسهم ورمي قضبانهم المفصولة تحت قدمي تمثال الإله المنتصب. وربما قام آخرون من المتعبدين المشاركين بالأحتفالات بنفس الفعل في نوبة هستيرية من الوجد والإنجذاب فيقوم الواحد منهم بإخصاء نفسه ويركض في شوارع المدينة نازفاً متألماً لا يلوي على شيء. كل هذه الأفعال تهدف إلى إظهار الحزن على الإله الغائب وحث له على الرجوع من العالم الأسفل. وما أن يحل المساء حتى ينقلب جميع المتعبدين فرحاً وحزنهم بِشْراً. فلقد فُتِح باب القبر ونهض الإله من بين الأموات. وفي صباح يوم ٢٢ آذار تنفجر الجموع في فرح جنوني في شوارع روما في كرنفال صاخب، حيث يفعل كل إمرئٌ ما يحلو له في يوم سنوي مشهود. ومن الجدير بالملاحظة أن توقيت هذه الإحتفالات بقيامة آتيس يُقارب توقيت الإحتفالات المسيحية بالجمعة الحزينة يوم موت السيد المسيح ويوم الفصح حيث قام من بين الأموات.

إقرأ المزيد