كتاب ثلاثون شهراً في السجن PDF محمد انور السادات : خلف القضبان وفي ساحة محكمة الجنايات وبعد عامين وستة أشهر وتسعة عشر يوما علي حادث اغتيال أمين عثمان باشا كان من بين المتهمين الذين قدموا لسماع الحكم عليهم المتهم محمد أنور السادات متميزا في الصور التاريخية بأناقته البالغة داخل الجاكتة الشاركسكين البيضاء والكرافتة السادة اللامعة والشارب المشذب بعناية بعرض ابتسامته الناصعة البياض.. ومثل تلك الأناقة تبدت طوال فترة نظر القضية في لقطات المشاوير ما بين السجن ومحكمة الجنايات حيث كان موكب المتهمين يمر بطول شارع محمد علي داخل عربة لوري مفتوحة وفي المقدمة الشاب الأسمر الأنيق بالبدلة الكاملة والكرافتة الرفيعة بربطة غاية في الدقة موضة سنة1948.. وكان حادث الاغتيال قد وقع في مساء الخامس من يناير1946 وبلغ فيه عدد شهود الإثبات12 شاهدا بينهم مصطفي النحاس باشا والنائب العام عبدالرحمن الطويل باشا وأربعة من ضباط البوليس، ووكيل نيابة وسيدتان.. أما شهود النفي فبلغ عددهم10 من بينهم من رئيسا الوزراء علي ماهر وحسين سري مع حسين هيكل باشا رئيس مجلس الشيوخ ووزيران سابقان ووكيل وزارة ومستشار سابق بمحكمة النقض والإبرام، وصحفي وضابط بوليس.. وقد استغرق نظر القضية84 جلسة، وبلغت صفحات التحقيق1580 صفحة، وترافع عن المتهمين35 محاميا من مختلف الأحزاب، وصدر الحكم بإدانة14 متهما من الستة والعشرين وتبرئة أحد عشر من بينهم اليوزباشي الأنيق محمد أنور السادات أكبر المتهمين عمرا وأكثرهم ثقافة وتجربة.
إقرأ المزيد