تحميل رواية اطلال النهار PDF يوسف القعيد

رواية اطلال النهار

اطلال النهار

نبذة عن رواية اطلال النهار :

رواية اطلال النهار PDF يوسف القعيد : نهض رواية القعيد على عشرين جزءاً، تتكامل وتتضافر، وتتعاقب وتأتلف، كي تصوغ قولاً روائياً مليئاً بالوضوح والايحاء. يصدر الوضوح عن تسجيل وقائع نهار عار في رعبه وكوابيسه، ويتأتى الايحاء عن لغة ذاتية يتداخل فيها موضوع الكتابة والذات الكاتبة من دون انفصام. ولعل اللغة المسكونة بالحرقة والاحتجاج والحنين هي التي تجعل من "أطلال النهار" سيرة ذاتية وجماعية في آن. إذ كتب يوسف القعيد روايات سابقة أقام فيها مسافة بين الموضوع والذات الكاتبة، كما لو كان يعطي وثيقة اجتماعية، أو ما هو قريب منها. أما في "اطلال النهار" فيأخذ بلغة أخرى، تجعل الذات حاضرة في الحكايات جميعها. وبسبب هذا التداخل تبدو الرواية سيرة ذاتية تحيل على سيرة جماعية أخرى. وبسبب هذا التداخل أيضاً تتسرب إلى الرواية نزعة غنائية حزينة ترثي أحلام الذات المنهدمة في رثائها للمجموع الذي تنتسب إليه. ولذلك تبدأ الصفحة الأولى في الرواية بجملة متوجعة: "لا الموت يأتي ولا الحياة ممكنة"، قبل أن تنفتح على مصائر "الفارس القديم" الذي عاد من الحرب بساق مبتورة، وبكثير من هواجس الشباب التي لا تنطفئ. تنبني رواية القعيد على وحدة المعنى لا على وحدة الحدث. فلا وجود لحدث محوري يعطي الرواية نموها في زمن تتابعي، ينطوي على بداية ونهاية محددتين وعلى فضاء واصل بينهما. ولذلك يتوزع الفصل الروائي على جملة من الأحداث المتفرقة، تعطي في تفرقها معنى واحداً، بل انها لا تأخذ شكل الاحداث المتفرقة الا لتنتج المعنى في وجوهه المتعددة. وهذه الأحداث المختلفة تجعل النص جملة من المرايا، التي مهما تنوعت وتباعدت تعكس في النهاية معنى واحداً. شيء قريب من تقنية غالب هلسا في روايتيه "الضحك" و"الخماسين"، حيث الحدث في النص لا يستأنف حدثاً سبق، بل يضيء ما سبقه بقدر ما يضيء ما يتلوه. ولعل تفتت المعنى الذي ينطق به القول الروائي في "أطلال النهار"، هو ما حمل القعيد على التماس شكل روائي جديد لا مركز له، بمعنى الفعل الروائي، ذلك أن المركز قائم في المعنى الروائي لا في جملة الأحداث المعبرة عنه. يتكشف تبدد المعنى في "أطلال النهار" عبر جملة التعارضات التي تنسج الحياة اليومية : القرية تعارض المدينة، وفقير المدينة يعارض ثريها المترف، ورجل القانون يهدم قانونه ولا يؤمن الأمن لمن يحتاجه، وأطياف الماضي تتنكر للأزمنة التي تلتها. وربما يعطي فصل الرواية الذي يحمل عنوان "البيت في سكة النصر" صورة مروعة عن الانفصام الذي يتسرب إلى الشخصية المصرية، حيث الضابط القديم يحاور ساقه المبتورة، والببغاء كفر في الحوار وانتقل من ترديد الكلام الناقص إلى لغة الصواب. كل فعل في الرواية يبدأ بالبحث عن المعنى وينتهي إلى اجابة الخراب، كما لو كان المعنى تحول إلى طلل قديم، أو كما لو كان البشر تبدلوا إلى أطلال متحركة، بعد أن غادرتهم الروح. تستأنف "أطلال النهار" نصوصاً روائية أخرى، مسكونة بالغضب وبالأسى الشفيف. فهي تستعيد ما قاله المنسي قنديل في "انكسار الروح"، وما جاء به صنع الله ابراهيم في "ذات"، وما كتبه جمال الغيطاني في "رسائل البصائر في المصائر"... غير أن القعيد لا يعيد تأكيد قول روائي سبق، بل يعطي قوله الخاص في نص روائي مجتهد وجميل، يضيف إلى النصوص الأخرى... ويشكّل اضافة نوعيّة إلى كتابات القعيد السابقة. كأن الكاتب غادر، في عمله الجديد، مرحلة من تجريبه الروائي... ودخل مرحلة جديدة. وإذا كانت الرواية هي الشاهد الكبير والشجاع على تحولات الواقع المصري الحديث، فإن "أطلال النهار" دليل جديد على حيوية الرواية في مصر... وعلى الدور الذي ارتضت به كـ "مؤرخ نوعي" يعثر على المعنى الحقيقي في الأحداث المتفرقة.

إقرأ المزيد