كتاب الاشتياق لرقية الارزاق PDF ابو فاطمة عصام الدين بن ابراهيم النقيلي : كتاب الاشتياق لرقية الأرزاق تأليف أبو فاطمة عصام الدين، إنَّ الحمدَ للهِ نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونعوذُ باللهِ منْ شرورِ أنفسنَا ومنْ سيّئاتِ أعمالنَا، منْ يهدهِ اللهُ فلَا مضلَّ لهُ ومنْ يضلل فلَا هاديَ لهُ، وأشهدُ أنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدهُ لَا شريكَ لهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدهُ ورسولهُ . (يَا أَيُّهَا الذّينَ ءَامَنُوا اتَّقوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(1) (يَا أيَّها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقكُمْ مَنْ نَّفسٍ وَّاحدةٍ وَّخلقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كثيرًا وَّنِسَاءً وَّاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَائَلُونَ بهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)(2) (يَا أَيَّهَا الذَينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَولاً سَدِيدًا ¤ يُّصْلِح لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرُ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُّطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوزًا عَظِيمًا)(3) 1 - آل عمرانَ 102 2 - النِّساءُ 1 3 - الأحزابُ 70-71 أمَّا بعدُ: فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ عزَّ وجلَّ وخيرُ الهديِ هديُ محمَّد وشرُّ الأمورِ محدثاتهَا وكلَّ محدثةٍ بدعةٍ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٍ وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ. وبعدُ: فإنَّ الله تعالَى قدْ جبلَ النَّاسَ علَى حبِّ الخيراتِ العاجلةِ، فحمايةً لهمْ منْ أنفسهمْ، أمرهمْ بالدُّعاءِ فِي كلِّ حالٍ، فقالَ سبحانهُ: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ. [البقرة: 186] وقالَ تعالَى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56). [الأعراف: 55 – 56] وقالَ تباركَ وتعالَى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ. [غافر: 60] فجعلَ سبحانهُ وتعالَى الدُّعاءَ عبادةً منْ أكبرِ العباداتِ بلْ أصلُ العباداتِ، ويدعمُ هذَا حديثُ النُّعمانِ بنِ بَشِيرٍ رضيَ اللهُ عنهمَا أنَّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: "إنَّ الدُّعاءَ هوَ العبادةُ"، ثمَّ قرأَ: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"[غافر: 60](1). وبهذَا يتبيَّنُ لكَ أنَّ الدُّعاءَ منْ أعظمِ العباداتِ، وكمَا علمنَا أنَّ الرُّقيةَ الشَّرعيَّة هيَ دعاءٌ وشرحنَا ذلكَ فِي كتابِ "فِي كلِّ بيتٍ راقٍ" وكتابِ "المفردِ في علمِ التَّشخيصِ"، فحرصًا علَى سلامةِ العقيدةِ وخشيةً منْ نفورِ النَّاسِ للعرَّافينَ وغيرهمْ طلبًا للرِّزقِ الذِي همْ مجبولونَ علَى حبِّهِ وطلبهِ، دعوتُ اللهَ تعالَى أنْ يُيسِّرَ لِي كتابةَ ورقاتٍ منَ الدُّعاءِ بالكتابِ والسنَّةِ علَى طريقةِ الرُّقيةِ الشَّرعية، فيسَّر ذلكَ فلهُ الحمدُ ولهُ الشُّكرُ، عسَى أنْ يَستعينَ بهِ بعضُ النَّاسِ فيكونُ لهمْ عونًا، ويساعدهمْ فِي تجديدِ فطرتهمُ السَّليمةَ، وهيَ التَّوجُّهُ إلَى اللهِ تعالَى فِي كلِّ حالٍ، وعسَى اللهَ أنْ يستجيبَ لهمْ فيفكَّ كرباتهمْ، وأسمتهُ "الاشتياق لرقيةِ الأرزاق". وكتبَ أبو فاطمةَ عصامً الدِّينِ.
إقرأ المزيد